هلا كندا – شهدت مدينة نياجارا، خلال عطلة عيد العمال، مسيرة أثارت مخاوف بشأن تصاعد نفوذ الجماعات المتطرفة في البلاد، بعدما ظهر أعضاء ما يعرف بـ”نادي أبناء الوطن” في مظاهرة داخل متنزه كوينستون هايتس.
وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل مشاركين يرتدون قمصاناً سوداء ويغطون وجوههم بوشاحات بيضاء، بينما يرفع بعضهم أعلاماً بينها الراية الحمراء البريطانية القديمة التي ارتبطت في السنوات الأخيرة بفعاليات قومية بيضاء.
كما بثت الجماعة لاحقاً مقطع فيديو لرئيسها جيريمي ماكنزي وهو يخطب أمام النصب التذكاري للجنرال بروك، مهاجماً السياسيين ومشككاً في هوية كندا الحديثة.
وأكدت شرطة نياجارا أنها تلقت بلاغاً عن إزعاج مساء 30 أغسطس قرب النصب، لكنها أوضحت أن المشاركين غادروا قبل وصولها، فيما قالت إدارة المتنزه إن الجماعة لم تحصل على أي إذن أو تصريح.
وأدان عمدة نياجارا أون ذا ليك غاري زاليبا هذه الممارسات مؤكداً أن خطاب الكراهية “لا مكان له في المدينة”، بينما وصف النائب المحلي وين غيتس المسيرة بأنها “مروعة”، مشدداً على أن “نياجارا للجميع”.
ويرى خبراء أن هذه الجماعات باتت أكثر جرأة ووضوحاً في خطابها، محذرين من نزعتها المتزايدة نحو العسكرة ومحاولة استقطاب عناصر بخلفيات عسكرية وشرطية.
وأشارت الأستاذة باربرا بيري، مديرة مركز الكراهية والتطرف في جامعة أونتاريو للتكنولوجيا، إلى أن هذه الحركات تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والشعور بفقدان الامتيازات التقليدية لدى بعض الفئات، داعية إلى التعامل مع الظاهرة كقضية صحة عامة وتعزيز التوعية والتعليم كخطوة أولى لمواجهتها.
النصب التذكاري لبروك، الذي اختارته الجماعة مسرحاً لتحركها، يعد أحد أبرز الرموز الوطنية إذ شُيّد عام 1853 تخليداً لبطولات الجنرال إسحاق بروك في حرب 1812، بمساهمة كبيرة من الشعوب الأصلية التي قاتلت إلى جانب القوات الكندية والبريطانية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني