هلا كندا – أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الجمعة، تعليق هدف الحكومة الفيدرالية المتعلق ببلوغ نسبة 20% من مبيعات المركبات الخفيفة كهربائية بالكامل بحلول عام 2026، وإطلاق مراجعة شاملة لمدة 60 يوماً للبرنامج.
وذلك في إطار استراتيجية جديدة لدعم القطاعات المتضررة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال كارني خلال مؤتمر صحفي في مدينة ميسيساجا عقب اجتماع وزاري استمر يومين ركّز على الاقتصاد: “علاقتنا مع الولايات المتحدة، التي كانت تمثل أحد أعظم مصادر قوتنا، أصبحت في بعض القطاعات نقطة ضعف. هذا الاضطراب يستدعي نهجاً جديداً وجريئاً”.
وأوضح أن المراجعة ستشمل تقييماً لتأثير خطة المركبات الكهربائية على المعايير البيئية، والحوافز الضريبية، وسياسات التجارة، ومعايير الوقود النظيف، مشيراً إلى أن الحكومة تركز على النتائج العملية، في وقت انتقد فيه بعض صناع السيارات الخطة الحالية للوصول إلى مبيعات 100% من المركبات عديمة الانبعاثات بحلول 2035.
ويمثل قرار التجميد تحولاً إضافياً عن الأجندة المناخية التي تبناها رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، إذ كان كارني قد ألغى ضريبة الكربون على المستهلكين في وقت سابق من هذا العام.
وفي أوتاوا، اتهم زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر رئيس الوزراء بالتراجع عن سياسات سبق أن دعمها، قائلاً: “لقد اعترف أخيراً بأننا كنا على حق بشأن هذا الملف، تماماً كما كنا على حق بشأن ضريبة الكربون”، لكنه وصف قرار الحكومة بـ”الانسحاب المرتبك”.
كما كشف كارني عن سياسة “اشترِ الكندي” في المشتريات الحكومية لتدخل حيز التنفيذ الكامل بحلول ربيع 2026، إلى جانب إطلاق صندوق استجابة استراتيجية بقيمة 5 مليارات دولار لمساعدة الشركات المتضررة من الرسوم، وتدابير جديدة لدعم العمال المسرّحين، بالإضافة إلى خطة لتوسيع الصادرات الكندية نحو أسواق جديدة بحيث تشكل 50% من إجمالي الصادرات بحلول 2030.
ويشمل الإعلان أيضاً حوافز بقيمة 370 مليون دولار لإنتاج الوقود الحيوي لدعم مزارعي الكانولا المتضررين من الرسوم الصينية الأخيرة، فضلاً عن تعديلات مستهدفة على لوائح الوقود النظيف.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة منذ فبراير الماضي، بعدما فرض ترامب رسوماً جمركية واسعة بدعوى حماية الأمن الحدودي، قبل أن يحصرها في السلع غير المشمولة باتفاقية التجارة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA)، ويضيف لاحقاً رسوماً على قطاعات الصلب والألومنيوم والنحاس والسيارات.
وأكد كارني أنه تحدث مطولاً مع ترامب هذا الأسبوع واصفاً المحادثة بأنها “جيدة”، لكنه شدد على أن الكنديين لا ينبغي أن يتوقعوا “دخاناً أبيض” ينهي قريباً هذه النزاعات التجارية.