هلا كندا – انتقدت المصوّرة الصحفية الكندية فاليري زينك بشدة تغطية وكالة “رويترز” والإعلام الغربي لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وأعلنت استقالتها أواخر الشهر الماضي احتجاجًا على ما وصفته بتبني الوكالة للدعاية الإسرائيلية وتبريرها استهداف الصحفيين الفلسطينيين.
وجاء قرار زينك بعد أيام من نشر موقع “ديكلاسيفايد” البريطاني تحقيقًا كشف انحياز “رويترز” في تغطية الحرب المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت زينك في حديث خاص مع “التلفزيون العربي” من كندا إن استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف في مدينة غزة كان الدافع الأساسي وراء استقالتها، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على الاستمرار بالعمل في مؤسسة تنشر روايات دعائية تخدم إسرائيل.
وبيّنت أنها تعمل حاليًا بشكل مستقل في كندا، ورأت أن اتخاذ موقف تضامني من خلال الاستقالة يمثل أقل ما يمكن فعله للتعبير عن رفض ما يجري.
وأوضحت أن خطوتها فتحت بابًا للتواصل مع صحفيين وشركات إعلامية كندية، حيث أقدم بعضهم على اتخاذ قرارات مشابهة رفضًا للتغطية المنحازة.
وأضافت أن عددًا كبيرًا من الصحفيين أبدوا إحباطهم من القيود التحريرية المفروضة عليهم، والتي تمنع استخدام مصطلحات مثل “فلسطين” و”الاحتلال” و”الفصل العنصري” و”الإبادة”، وتفرض إطارًا صارمًا على كيفية تناول الأحداث.
وأكدت زينك أن المؤسسات الإعلامية الغربية بحاجة إلى تغيير جذري، مشيرة إلى أن الغضب والانقسام داخل هذه المؤسسات يتسع بشكل متسارع وفقًا لما لمسته من تواصلها مع زملاء في المجال.
كما أشارت إلى أن السياسات التحريرية تحدد بدقة طبيعة الروايات المسموح نشرها واللغة المستخدمة في صياغتها، لافتة إلى أن الصحفيين المستقلين يواجهون ضغوطًا متزايدة من اللوبي الصهيوني الذي يتمتع بنفوذ واسع في كندا.
وختمت مؤكدة أن أي محاولة لتقديم رواية ناقدة لإسرائيل أو التطرق إلى قضايا مثل الإبادة والمجاعة المفروضة، تُقابل بتهديدات مباشرة وحملات ترهيب نفسي تستهدف إسكات الصحفيين وتقويض أمنهم الشخصي.