هلا كندا – بعد عقود من الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم كمقياس رئيسي للصحة، كشفت أبحاث حديثة أن محيط العنق قد يكون مؤشراً أكثر دقة للتنبؤ بأمراض القلب والسكري وانقطاع النفس النومي، حتى لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي وفق المقاييس التقليدية.
وقالت الدراسات إن محيط العنق يكشف عن نمط تخزين الدهون في الجزء العلوي من الجسم، وخاصة الدهون الحشوية العميقة التي تحيط بالأعضاء الحيوية وتفرز أحماضاً دهنية تؤثر على تنظيم الكوليسترول وسكر الدم ووظائف القلب.
وأوضحت الأبحاث أن الأعناق السميكة ترتبط بارتفاع ضغط الدم والرجفان الأذيني وقصور القلب ومرض الشريان التاجي، إضافة إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني وسكري الحمل، بما يحمله من مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر وبتر الأطراف.
كما بيّنت أن محيط العنق الكبير يزيد من مخاطر انقطاع النفس الانسدادي النومي، الذي يسبب إرهاقاً شديداً يومياً ويرفع احتمالات حوادث السير ويشكل عبئاً إضافياً على الجهاز القلبي الوعائي.
وتبدأ مؤشرات القلق من 43 سنتيمتراً للرجال و35.5 سنتيمتراً للنساء، فيما تظل هذه المخاطر قائمة حتى لدى أصحاب مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، ما يجعل من محيط العنق مؤشراً مستقلاً ومهماً.
وأكد الخبراء أن هذه المخاطر قابلة للتقليل عبر تغييرات في نمط الحياة، تشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والبقوليات.
وأشار الباحثون إلى أن قياس محيط العنق لا يستغرق سوى ثوانٍ باستخدام شريط قياس عادي، ما يجعله وسيلة بسيطة وسهلة للكشف المبكر عن المخاطر الصحية.