هلا كندا – أكدت حكومة رئيس الوزراء مارك كارني أن دعمها لأوكرانيا “راسخ”، وذلك قبيل القمة المقررة اليوم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنكوراج بولاية ألاسكا.
والتي ستتناول مقترحاً أميركياً لتبادل أراضٍ بين مناطق تسيطر عليها أوكرانيا وتطالب بها روسيا، من دون إشراك كييف في المفاوضات.
وأوضح الكرملين أن القمة ستبدأ عند الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (3:30 مساءً بتوقيت شرق أميركا)، حيث سيجري الرئيسان اجتماعاً ثنائياً يعقبه لقاء موسع بين الوفدين، ثم “إفطار عمل”، على أن يعقد مؤتمر صحفي مشترك، رغم أن ترامب قال لاحقاً إنه لم يُتخذ قرار نهائي بشأن المؤتمر.
وكان ترامب قد قدّر الخميس احتمال فشل القمة بنسبة 25%، لكنه أشار إلى إمكانية دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألاسكا لعقد اجتماع ثلاثي إذا نجحت المحادثات، محذراً الأربعاء من “عواقب شديدة جداً” على روسيا إذا رفض بوتين وقف غزوه لأوكرانيا.
في المقابل، خفّف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التوقعات، قائلاً إنه لا خطط لتوقيع أي وثائق، معتبراً أنه سيكون “خطأ كبيراً” التنبؤ بنتائج القمة.
وتخشى أوكرانيا وعدة دول أوروبية أن تؤدي المفاوضات الثنائية الأميركية-الروسية إلى تهميش مصالحها، وإلى اتفاق يصب في مصلحة موسكو ويهدد الأمن الأوروبي، ما قد يشجع روسيا على المزيد من التوسعات العسكرية.
كارني شارك الأربعاء في محادثات مع قادة أوروبيين، وتحدث الاثنين مع زيلينسكي، مؤكداً أن الشركاء الدوليين “موحدون على مبدأ أن الأوكرانيين وحدهم من يقرر مستقبلهم”، مشدداً على أن الجهود الدبلوماسية يجب أن ترافقها ضغوط عسكرية واقتصادية على روسيا لإنهاء حربها “غير المبررة”.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند في اتصال مع نظيرها الأوكراني أن الحدود لا يمكن تغييرها بالقوة، متعهدة بمواصلة الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي لأوكرانيا، واصفة موقف كندا بأنه “لا يتزعزع”.
ويرى محللون أن وحدة الموقف الغربي ضرورية، إذ يسعى بوتين إلى إضعاف تماسك حلف الناتو، كما قال السفير الليتواني السابق في موسكو إيتفيداس باجاروناس، محذراً من محاولات الكرملين شق الصف الأميركي-الأوروبي عبر الحرب الهجينة وحملات التضليل.
أما الباحثة الأوكرانية أولغا توكاريوك، فاعتبرت أن أفضل سيناريو لكييف هو عدم التوصل إلى اتفاق الجمعة، ما يعني عدم الضغط عليها لتقديم تنازلات إقليمية، مشيرة إلى أن الحرب “ليست على الأراضي فقط، بل على وجود أوكرانيا كدولة ديمقراطية مستقلة متحالفة مع الغرب”.