هلا كندا – قالت الممثلة الخاصة للحكومة الفيدرالية لمكافحة الإسلاموفوبيا، أميرة الغوابي، إن موقف كندا تجاه الحرب في غزة يقوّض بشدة شعور “الانتماء” لدى الكثير من المسلمين الكنديين.
وأشارت إلى أن استمرار الوضع المأساوي في القطاع يترك آثارًا نفسية عميقة على أفراد هذه الجالية.
وأكدت الغوّابي: “هذا الوضع المروّع والمستمر يدمّر بشدة شعور الانتماء الذي يشعر به الناس في هذا البلد”، مضيفة: “هذا يرتبط بحالة تجريد من الإنسانية لحياة الفلسطينيين والمسلمين”.
وتتولى الغوّابي منذ فبراير 2023 مهمة تقديم المشورة للحكومة الفيدرالية بشأن كيفية تأثير السياسات، بما في ذلك السياسة الخارجية، على مسلمي كندا.
وأوضحت أن المسلمين يشعرون بصدمة عميقة تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية وقيود المساعدات على غزة، التي تلت هجوم حماس في أكتوبر 2023 والذي أودى بحياة 1,200 شخص في إسرائيل.
وذكرت أن وزارة الصحة التابعة لحماس أفادت بأن إسرائيل قتلت ما يقارب 60,000 فلسطيني خلال هجومها العسكري، والذي شمل قصفًا لسيارات إسعاف ومستشفيات.
كما أقامت إسرائيل نقاط توزيع للمساعدات قُتل فيها المئات أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء، وفق تقارير.
وأشارت برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن القيود الإسرائيلية على إدخال الغذاء إلى غزة أدت إلى “مستويات مذهلة من اليأس”، مع معاناة 100 ألف امرأة وطفل من سوء تغذية حاد، وثلث سكان القطاع يقضون أيامًا دون طعام.
وتنفي إسرائيل هذه الروايات الأممية، وتقول إنها فرضت القيود بسبب استيلاء حماس على كميات كبيرة من المساعدات، وهو ما لم تؤكده منظمات الإغاثة.
وأعربت الغوّابي عن أن الألم الذي يشعر به المسلمون الكنديون إزاء معاناة أحبائهم في غزة يتفاقم بسبب شعورهم بأن أوتاوا لا تبذل ما يكفي لمنع هذه المعاناة، رغم إصدارها “تصريحات واضحة جدًا”.
وقالت: “كلمة ’مُدمَّرون‘ لا تكفي لوصف شعور الناس. هؤلاء أحباؤهم، وأفراد عائلاتهم، يعانون الجوع، ويواجهون القصف والنزوح، وهم يائسون… يائسون من أجل نهاية لهذه المأساة”.
وكتبت الغوّابي عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الخوف الذي يشعر به الكنديون الذين لديهم عائلات في غزة يزداد “مع كل يوم يمر دون اتخاذ إجراءات ملموسة لاحترام القانون الإنساني الدولي”.
وقالت: “ما يسألني عنه الناس هو: كيف يمكن أن تُنتهك قوانين الإنسانية الدولية بهذا الشكل، دون أن يحدث شيء، أو دون أن تكون هناك إجراءات كافية؟ يتساءلون: هل حياتنا لا قيمة لها؟ كم عدد الأرواح التي يجب أن تُزهق قبل اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء ذلك؟”.
ودعت الغوّابي إلى استخدام “كل الأدوات” التي تقترحها المنظمات الدولية لضمان احترام القانون الدولي، مشيرة إلى أن تلك الأدوات قد تشمل مزيدًا من العقوبات أو فرض حظر كامل على تصدير السلاح إلى إسرائيل.
وأوضحت أن مهمتها ليست رسم السياسة الخارجية الكندية، بل “تقديم رؤية حول كيفية تلقي مجتمعاتنا للسياسات الحكومية”.
كما دعت إلى إصلاح البرنامج الكندي الخاص بإعادة توطين أقارب الكنديين من سكان غزة، مشيرة إلى أن أقل من 1,200 تأشيرة قد صدرت، رغم تقديم 5,000 طلب.