هلا كندا – قبل أقل من عام على انطلاق كأس العالم 2026، تنذر التوترات السياسية والسياسات الأميركية بإثارة مشكلات مع استعداد كندا والولايات المتحدة والمكسيك لاستضافة البطولة بشكل مشترك.
ومن المتوقع أن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل الأكبر في تاريخ الفيفا، حيث تستضيف الدول الثلاث رقمًا قياسيًا من المنتخبات يبلغ 48 فريقًا.
وستُقام 104 مباريات بين 11 يونيو و19 يوليو، معظمها على الأراضي الأميركية.
ومع توقع عبور ملايين المشجعين للحدود لحضور المباريات، تثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشددة بشأن الهجرة — والتي تشمل حظر السفر على بعض الدول، والمداهمات، والترحيلات الجماعية — حالة من القلق.
تفرض الولايات المتحدة حظر سفر على 12 دولة، وتقييدات على سبع أخرى، كما أنها تدرس إمكانية حظر دخول مواطني 36 دولة إضافية.
ورغم وجود استثناءات للرياضيين والطواقم والعائلات، إلا أن الطابع غير المتوقع لإدارة ترامب يجعل من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه القواعد ستظل على حالها عند انطلاق البطولة.
الخبير الاقتصادي أندرو زيمباليست، الذي ألّف كتابًا عن اقتصاديات استضافة كأس العالم، قال إن ترامب يملك السلطة التي تمكّنه من تعقيد إجراءات السفر، لكنه أضاف أنه من غير الواضح ما إذا كان سيفعل ذلك بالفعل.
وأضاف: “أعتقد أن ترامب نفسه قد لا يملك إجابات واضحة، لأنه يتصرف غالبًا بشكل متهور تبعًا للتغييرات التي تطرأ على البيئة المحيطة به”.
وأشار زيمباليست إلى أن المخاوف المتعلقة بالتأشيرات أو المعارضة السياسية لترامب قد تدفع بعض مشجعي كرة القدم إلى اتخاذ قرار بعدم الحضور، فيما قد يختار آخرون متابعة المباريات من كندا. لكنه لفت أيضًا إلى أن مباريات ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي ستُقام جميعها في الولايات المتحدة.
وذكرت متحدثة باسم وزارة التراث الكندية أن كندا قد تستقبل مليون زائر دولي خلال فترة البطولة.
وقالت: “نظرًا للطابع الثلاثي الوطني لهذا الحدث، من المتوقع أن يشهد تنقّلًا متواصلاً للمسافرين الدوليين والمحليين بين كندا والولايات المتحدة. وسيظل التركيز منصبًا على ضمان انسيابية الحركة، وسلامة المسافرين، وأمن الحدود”.
من جهته، أفاد متحدث باسم وكالة خدمات الحدود الكندية بأن الوكالة تعمل بشكل وثيق مع الوزارات الفيدرالية، والمدن المضيفة، والفيفا ضمن إطار التخطيط الأمني لهذا الحدث الدولي.
وأعرب الخبير في الشؤون السياسية والرياضية في جامعة ويلفريد لورييه، ماتيسون، عن قلقه إزاء مصير المشجعين القادمين من دول مستهدفة بسياسات ترامب.
وقال: “أشعر بقلق بالغ تجاه أي شخص يخطط لرحلة تشمل السفر من المكسيك أو كندا إلى الولايات المتحدة والعودة منها. لا أظن أنه يمكن ضمان أن تلك الرحلة، التي يُفترض أن تكون تجربة العمر، ستتحقق فعلاً”.
وأضاف أن هناك فرقًا كبيرًا بين أن يُمنع الشخص من الدخول، وبين أن يُزجّ به في السجن ثم يُرحّل — وربما يُحتجز في سجن في السلفادور.
وتابع: “لا أحد يرغب في الذهاب إلى كأس العالم لحضور مباريات كرة القدم ثم يجد نفسه في السجن”.
وقد تؤثر أيضًا قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية على العديد من دول العالم، بما فيها كندا، على سير البطولة.
وطرح ماتيسون مثالًا عن شخص يصنّع قمصان المنتخب ويرغب في شحنها مع الفريق إلى بلد آخر، وقال: “الرسوم الجمركية تجعل إدارة هذا النوع من المخزون أمرًا بالغ الصعوبة”.
أما الأستاذ الجامعي تيم إلكومب، المتخصص في مجالات الرياضة والسياسة والعلاقات الدولية في جامعة ويلفريد لورييه، فقال إن “هناك اعتقادًا بأن تنظيم البطولة في كندا والولايات المتحدة والمكسيك سيُسهم إلى حد ما في تهدئة الأجواء السياسية”، مع عودة كأس العالم إلى الدول الغربية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني