هلا كندا – أظهرت بيانات حديثة صادرة عن هيئة الإحصاء الكندية استمرار تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة، في ظل تنامي التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية الأمريكية، ما دفع كثيرين إلى تجنب الوجهات الأمريكية والتركيز على السفر المحلي أو إلى دول أخرى مثل أوروبا.
وأكدت الهيئة أن عدد رحلات الكنديين العائدين من الولايات المتحدة خلال مايو 2025 تراجع بنسبة 31.9% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2024، وهو الانخفاض الشهري الخامس على التوالي، في حين ارتفع عدد العائدين من دول خارج أمريكا بنسبة 8.9%.
وسجلت بيانات مايو انخفاضاً عاماً في سفر الكنديين إلى الخارج بنسبة 22.5% مقارنة بالعام الماضي، فيما تراجع السفر الخارجي بنسبة 3% مقارنة بأبريل.
في المقابل، انخفض عدد زيارات الأمريكيين إلى كندا للشهر الرابع على التوالي بنسبة 5.6%، ما يعكس اتجاهاً متبادلاً في تراجع السياحة بين البلدين.
ويرى مراقبون أن بداية الحرب التجارية وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على كندا أسهما في تغيير نظرة الكنديين لجارتهم الجنوبية، حيث عبّر كثيرون عن شعورهم بـ”الخيانة” من الحليف التقليدي، ما انعكس على قراراتهم السياحية.
وأكدت هيئة الإحصاء الكندية أن الكنديين باتوا يميلون أكثر إلى السفر إلى أوروبا بدلاً من الولايات المتحدة، حيث ارتفعت رحلات الكنديين جواً إلى دول خارج أمريكا بنسبة 9.3%، مقابل انخفاض بنسبة 17.4% في الرحلات الجوية من الولايات المتحدة، و37.4% في الرحلات البرية.
وفي ظل هذا التوجه، يزداد الإقبال على السفر المحلي داخل كندا، مدفوعاً بشعور متنامٍ بالوطنية ودعماً للاقتصاد الوطني، حيث يفضّل الكنديون إنفاق أموالهم على منتجات وخدمات محلية.
وفي هذا السياق، أطلقت الحكومة الفيدرالية “بطاقة كندا القوية” التي تتيح دخول المتنزهات الوطنية والمتاحف والسكك الحديدية مجاناً أو بتكلفة مخفضة، كجزء من حملة لدعم السياحة الداخلية.
وقال رئيس الوزراء مارك كارني، عند إطلاق البرنامج: “نطلق بطاقة كندا القوية في وقت تتعرض فيه اقتصادياتنا لهجوم من الرئيس ترامب… نحن بلد فخور، وبوحدتنا سنعزز هويتنا الكندية في مواجهة هذه الأزمة”.