هلا كندا – كشف علماء الفيزياء الفلكية عن رصد أعنف اندماج كوني على الإطلاق بين ثقبين أسودين عملاقين، نتج عنه ثقب أسود فائق بكتلة 225 ضعف كتلة الشمس، وهو رقم قياسي جديد في رصد موجات الجاذبية منذ بدء استخدامها.
ووفقًا لورقة بحثية حديثة، فقد التقطت شبكة “ليغو-فيرغو-كاغرا” (LVK) في 23 نوفمبر 2023 إشارة غريبة أُطلق عليها الرمز GW231123، تبين بعد تحليلها أنها ناتجة عن اصطدام ثقبين أسودين، أحدهما تبلغ كتلته 103 شموس، والآخر 137 شمسًا، ما أدى إلى ولادة وحش كوني بوزن يفوق التصورات الفلكية السائدة.
وما يزيد من أهمية هذا الاكتشاف أنه يضع النظريات التقليدية حول نشأة الثقوب السوداء تحت المجهر، إذ تشير النماذج الفلكية الراهنة إلى أن تكوّن ثقوب سوداء بهذه الضخامة عبر الانهيار المباشر للنجوم أمر شبه مستحيل.
ويفترض بعض العلماء أن الثقبين الأصليين قد يكونان نتاج اندماجات سابقة لثقوب سوداء أصغر، ما يعيد طرح أسئلة جوهرية حول تطور النجوم وتاريخ اندماج الثقوب السوداء في الكون.
ولم يكن حجم الثقب الأسود هو المفاجأة الوحيدة، بل أظهرت البيانات أن الثقبين المتصادمين كانا يدوران بسرعة تقارب 400 ألف مرة سرعة دوران الأرض حول محورها، وهي سرعات مذهلة تدفع حدود نظرية النسبية العامة لأينشتاين إلى أقصاها، وتستلزم نماذج رياضية شديدة التعقيد لفهم هذا الحدث الاستثنائي.
ويعد هذا الاكتشاف بمثابة نافذة نادرة لفهم الثقوب السوداء العملاقة، والتي طالما اعتُقد أنها تلعب دورًا محوريًا في تشكّل المجرات.
فبعد أن كانت مجرّد افتراضات نظرية، أصبح من الممكن الآن رصدها بشكل مباشر بفضل تكنولوجيا موجات الجاذبية.
ومن المقرر أن يُعرض هذا الاكتشاف خلال مؤتمر GR-Amaldi المقام في مدينة غلاسكو الإسكتلندية بين 14 و18 يوليو 2025، حيث يأمل العلماء في كشف المزيد من أسرار هذا الاصطدام الكوني النادر، وفهم كيف تشكّلت هذه الأجسام الغامضة في أعماق الفضاء.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني