هلا كندا – في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي وتزايد الضغوط على سوق العمل، أظهرت أحدث البيانات أن معدل البطالة بين الطلاب الباحثين عن وظائف صيفية في كندا بلغ أعلى مستوى له في عام غير متأثر بجائحة منذ عام 2009، وهو ما يثير مخاوف لدى بعض الخبراء من احتمال اقتراب البلاد من ركود اقتصادي جديد.
ووفقًا لتقرير إحصاءات كندا الأخير، بلغ معدل البطالة في يونيو بين “الطلاب العائدين” – أي الطلاب الذين كانوا يدرسون بدوام كامل في مارس ويخططون للعودة للدراسة في الخريف – نحو 17.4%، مقارنة بـ 15.8% في العام الماضي. ويُعد هذا الرقم الأعلى منذ يونيو 2009، وهو ما يشير إلى ضغوط كبيرة على فرص العمل الموسمية للشباب.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن بطالة الشباب غالبًا ما تكون مؤشراً مبكراً على الركود، خاصة أن الشركات عند تقليص ميزانياتها تبدأ عادةً بخفض الوظائف المبتدئة مثل فرص العمل الصيفية للطلاب، ما يعكس ضعفاً في قدرة المؤسسات على التوظيف حتى في القطاعات المؤقتة.
كما أوضح التقرير أن معدل البطالة العام لفئة الشباب من عمر 15 إلى 24 سنة – وليس فقط الطلاب – ارتفع إلى 14.2% في يونيو، وهو ما يفوق بكثير المعدل المتوسط قبل الجائحة والذي كان 10.8% بين عامي 2017 و2019.
من ناحية أخرى، أرجع بعض الخبراء الاقتصاديين السبب الرئيسي في ارتفاع بطالة الطلاب إلى تأثير الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة، خصوصًا التغيرات المتكررة في الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الكندية، ما يزيد من حالة عدم اليقين لدى الشركات ويجعلها تتردد في توظيف عمالة موسمية.
وشهدت مدينة حدودية مثل ويندسور في أونتاريو أعلى معدل بطالة بين جميع الفئات في يونيو بنسبة 11.2%، وهو ما يعكس التأثير المباشر للرسوم الجمركية على القطاعات الصناعية.
ورغم هذه الصورة القاتمة، يرى بعض الخبراء أن هناك مؤشرات طفيفة على التباطؤ في نمو معدل البطالة السنوي بين الطلاب مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرين إلى أن أصحاب العمل يتصرفون بحذر وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي.
في المجمل، تدق هذه الأرقام ناقوس الخطر، وتؤكد الحاجة إلى سياسات اقتصادية فعالة تدعم توظيف الشباب وتحد من المخاطر التي قد تدفع الاقتصاد نحو الركود.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.