هلا كندا – أثار تفشي حديث لداء Legionnaires في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو تساؤلات حول خطورة هذا المرض البكتيري واحتمال تأثيره على الصحة العامة.
وتسبّب هذه العدوى الخطيرة بكتيريا ليجيونيلا (Legionella)، التي تؤدي إلى شكل حاد من الالتهاب الرئوي، وتشمل أعراضها الشائعة: الحمى، السعال، وضيق التنفس.
وأوضح الدكتور إسحاق بوغوش، أخصائي الأمراض المعدية، أن هذه البكتيريا توجد في الطبيعة، في التربة والمياه، لكنها لا تنتقل من شخص إلى آخر، بل تُلتقط عن طريق الاستنشاق عبر أنظمة اصطناعية من صنع الإنسان.
وقال بوغوش: “عادة ما يُصاب الإنسان بها عند استنشاقها، وتحدث حالات فردية، لكن أحيانًا نشهد تفشيات جماعية، بسبب تسرّب البكتيريا إلى أنظمة التكييف والتهوية أو أبراج تبريد المياه”.
ورغم أن المرض يُعد نادرًا، إلا أن العدوى يمكن أن تنتقل عبر البيئات الداخلية مثل الفنادق والمكاتب، من خلال أنظمة تكييف الهواء وأبراج التبريد.
وكشفت بيانات صادرة عن هيئة الصحة العامة في أونتاريو في مايو أن عدد الحالات المؤكدة في عام 2024 بلغ 363 حالة، وهو رقم يقارب المعدل السنوي البالغ 354 حالة.
وسُجِّلت في منطقة لندن-ميدلسكس أعلى نسبة إصابة على مستوى المقاطعة، بمعدل 7.7 حالات لكل 100 ألف شخص، مقارنةً بمعدلات أقل من 1.9 في مناطق تورنتو الكبرى.
وعندما يُكتشف وجود حالة إصابة، تُطلق السلطات الصحية تحقيقًا لتحديد مصدر العدوى المحتمل، من أجل معرفة ما إذا كانت هناك حالات أخرى مرتبطة بمصدر مشترك.
وأضاف بوغوش: “إذا أُصيب عدد من الأشخاص بالتهاب رئوي وكانوا يتواجدون في المكان نفسه، مثل مركز تسوّق أو فندق أو كنيسة، تبدأ الجهات الصحية بالبحث عن مصدر تلوث محتمل في أجهزة التكييف أو أنظمة التهوية”.
وشدّد على أنه لا يوجد حاليًا تفشٍ لداء الفيالقة في مدينة تورنتو، مؤكدًا أن المرض لا يظهر بشكل شائع، لكنه أيضًا ليس نادر الحدوث تمامًا.
ويُعتبر خطر الإصابة مرتفعًا لدى كبار السن، والمدخنين، والمصابين بأمراض مزمنة في الرئة، أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
متى تحدث العدوى؟
أشارت هيئة الصحة العامة في أونتاريو إلى أن حالات الإصابة يمكن أن تحدث في أي وقت من السنة، لكنها أكثر شيوعًا بين شهري يونيو وسبتمبر، مع ذروة في يوليو، حيث بلغت نسبة الحالات الإيجابية حينها 6.4%.
وفي عام 2024، أدّت العدوى إلى دخول 76.6% من المصابين إلى المستشفى، فيما سُجّلت حالات وفاة بنسبة تقارب 5%.
وأعلنت هيئة الصحة في لندن، أونتاريو، هذا الأسبوع عن تسجيل أكثر من 40 حالة مؤكدة من داء الفيالقة ضمن دائرة نصف قطرها ستة كيلومترات، وأسفرت إحداها عن وفاة.
وأكدت الهيئة أنها لم تتمكن بعد من تحديد مصدر العدوى، لكنها لا تزال تعتبر أن “الخطر على عامة السكان منخفض”.
وقال متحدث باسم الهيئة: “معظم الأشخاص الذين يتعرضون للبكتيريا لا يُصابون بالمرض ولا تظهر عليهم أعراض”، مشيرًا إلى أن عوامل الخطر تشمل التقدم في السن، وضعف المناعة، أو وجود أمراض رئوية مزمنة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني