هلا كندا- حذر عدد من المسؤولين الكنديين السابقين في مجال الدفاع والأمن من صعوبات كبيرة قد تواجه تنفيذ الشراكة الأمنية والدفاعية بين كندا والاتحاد الأوروبي، وذلك في تقرير جديد نُشر بعد شهر من توقيع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الاتفاقية في بروكسل.
وأشار التقرير إلى أن تحقيق الشراكة بكامل إمكاناتها “غير مؤكد بدرجة كبيرة” بسبب عدد من العقبات السياسية والتجارية على جانبي المحيط الأطلسي، من بينها توترات كندا التجارية مع الولايات المتحدة، والانقسامات بين الدول الأوروبية، وضعف التنسيق بين الحكومات الفيدرالية والمحلية في كندا.
وأوضح التقرير أن قرابة 75% من العتاد والسلاح الذي يستخدمه الجيش الكندي مصدره شركات أميركية، ما يجعل البلاد “عرضة لتقلبات السياسة الأميركية وتوتراتها التجارية”.
ورغم أن التحول إلى أوروبا في مجال المشتريات الدفاعية قد يحقق “اقتصادًا كنديًا أكثر مرونة وابتكارًا واستقلالية”، إلا أن التقرير يحذر من أن هذه الخطوة قد تستفز الشركات الأميركية، ما قد يؤدي إلى ضغوط سياسية وربما إجراءات انتقامية من جانب واشنطن.
وقال فينسنت ريغبي، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء جاستن ترودو وأحد معدّي التقرير: “الولايات المتحدة لن تكون راضية عن خسارة بعض عقودها الدفاعية لصالح منافسين أوروبيين، وقد نشهد تداعيات سياسية لذلك”.
وأضاف ريغبي أنه يتابع عن كثب نتائج مراجعة وزارة الدفاع لعقد مقاتلات “F-35” الذي أبرمته كندا مع شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية، مشيرًا إلى أن كندا دفعت ثمن 16 طائرة من أصل 88، فيما يجري التفكير في تحويل بقية الطلبية إلى طائرات “غريبن” السويدية المنافسة.
وحذر من أن إلغاء عقد “F-35” كاملاً قد يدفع واشنطن إلى إلغاء عقود مع شركات كندية كرد فعل، مؤكدًا أن هذا النوع من التوازن بين العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة سيبقى تحديًا مستمرًا خلال العقد المقبل.
وبحسب الشراكة الجديدة، التزمت حكومة كارني ضمن حلف “الناتو” بزيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وهو ما قد يعادل 150 مليار دولار سنويًا.
وقال بيرين بيتي، وزير الدفاع الكندي المحافظ السابق والمشارك في إعداد التقرير، إن على كندا أن توزع استثماراتها الدفاعية على حلفاء متعدّدين وأن تعزز قدراتها الصناعية العسكرية المحلية لتقليل اعتمادها على طرف واحد.
لكن التقرير نبّه إلى أن المكاسب الاقتصادية من السوق الأوروبية قد تكون محدودة، نظرًا لأن بعض الدول لم تصادق بعد على اتفاق التجارة الحرة مع كندا، ما يجعل إجراءات التوريد والتعاقد أكثر تعقيدًا وبطئًا.
ترامب يضغط لتوسيع حصة الشركات الأميركية في السوق الأوروبية
وتزامن نشر التقرير مع تصريحات لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في صحيفة “USA Today”، قال فيها إن شركات الدفاع الأميركية يجب أن يُسمح لها بالمنافسة على العقود الأوروبية، مدعيًا أن “الولايات المتحدة وحدها تملك القدرات الكاملة لتلبية احتياجات دفاع أوروبا”.
ورأى بيتي أن هذا الخطاب يعكس تناقضًا في موقف ترامب، الذي يطالب حلفاء الناتو بزيادة ميزانياتهم الدفاعية بهدف دعم أرباح الشركات الأميركية، على حد قوله.
وفي ختام التقرير، شدد نائب الأدميرال المتقاعد مارك نورمان على أن كندا بحاجة إلى إصلاح شامل في نظام المشتريات الدفاعية إذا كانت تنوي بناء شراكة حقيقية مع أوروبا.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني