هلا كندا – حذّر رجال الإطفاء في كندا الأطلسية من أن تصاعد البناء العمودي وظهور ناطحات السحاب في مدنهم يفوق قدراتهم البشرية والتجهيزية، مما يعرض السلامة العامة وسلامتهم الشخصية للخطر.
وقال غلين ميلر، رئيس جمعية رجال الإطفاء في المقاطعات الأطلسية، إن خدمات الإطفاء في شرق كندا تعاني ضغطًا متزايدًا بسبب ارتفاع عدد المكالمات، مدفوعًا بأزمات مثل الإدمان والإسكان.
وأضاف: “رغم التحديات، إلا أن النمو السريع في ناطحات السحاب يضيف طبقة جديدة من القلق”.
وأكد أن الاستجابة الفعالة للحرائق في المباني المرتفعة تتطلب أعدادًا أكبر من رجال الإطفاء، لكنها لم تترافق مع الاستثمار المطلوب، مما يهدد بوقوع كارثة في حال اندلاع حريق في طوابق مرتفعة.
نقص خطير في الطواقم والإمكانيات
وفي هاليفاكس، أشار نائب قائد الإطفاء ديفيد ميلدروم إلى أن المعايير الوطنية تستوجب وجود 43 رجل إطفاء للاستجابة لحرائق ناطحات السحاب، لكن تحقيق هذا العدد صعب حتى مع وجود 22 محطة تعمل على مدار الساعة.
وأضاف: “قد نحتاج إلى استدعاء 8 أو 9 محطات لتوفير العدد المطلوب في حال اندلاع حريق وسط المدينة”.
وأوضح أن سلالم الشاحنات لا تتجاوز الطابق السابع، ما يعني أن أي تدخل في الطوابق الأعلى يتطلب صعودًا يدويًا للطواقم بكامل تجهيزاتهم، بما فيها خراطيم الهواء وأدوات الإنقاذ.
وقال جو تريف، رئيس نقابة رجال الإطفاء في هاليفاكس، إن تسلق مبنى من 34 طابقًا قد يستغرق 10 دقائق، وهي فترة كافية لتفاقم الحريق بشكل خطير.
وأكد أن ناطحات السحاب لم تعد تقتصر على وسط المدينة، بل باتت منتشرة في مناطق مثل بيدفورد وساكفيل ومنطقة لاري أوتيك، دون أن يقابل ذلك تعزيز في عدد الطواقم أو التجهيزات.
وأشار ميلدروم إلى أن الاستجابة في هاليفاكس تعتمد على تصعيد مستويات الإنذار حسب شدة الحادث، بدءًا من المستوى الأول ثم الثاني والثالث، لكن كل مستوى إضافي يسحب مزيدًا من الموارد من محطات أخرى، ما يترك تساؤلات حول توفر الدعم الاحتياطي.
وقال تريف: “نرسل نفس عدد رجال الإطفاء إلى برج مكون من 40 طابقًا كما نرسله إلى منزل عائلي، وهذا غير منطقي ولا كافٍ”.
وتمتد الأزمة إلى مدن أخرى مثل مونكتون في نيو برونزويك، حيث لا تزال بعض الحرائق في ناطحات السحاب تُواجه بسيارة إطفاء واحدة فقط، وهو ما اعتبره ميلر غير كافٍ.
وأضاف أن هذه الاستجابات غالبًا ما تستنزف موارد المدينة بأكملها، ما يضطرها لطلب المساعدة من بلديات مجاورة مثل دييب أو ريفرفيو.
وقال تريف إن إدارة الإطفاء في هاليفاكس ركزت على البنية التحتية والاعتماد المؤسسي، لكنها أهملت احتياجات الخطوط الأمامية، مشيرًا إلى أن بعض شاحنات السلالم تصل أولًا إلى الحوادث وبها رجلان فقط، في حين يجب أن تكون مزودة بأربعة رجال على الأقل.
وأضاف أن عدد رجال الإطفاء في المحطات الحضرية انخفض منذ التسعينات، رغم زيادة عدد الأبراج السكنية. وقال: “الحريق في منزل مأهول مأساوي، لكن الحريق في ناطحة سحاب كارثي”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني