هلا كندا – تشهد صادرات كندا إلى الولايات المتحدة واحدة من أدنى نسبها المسجلة على الإطلاق، في وقت تسجل فيه الصادرات إلى دول أخرى مستوى قياسيًا، وفقًا لأحدث بيانات هيئة الإحصاء الكندية.
وأظهرت الأرقام أن الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة انخفضت للشهر الرابع على التوالي بنسبة 0.9% في مايو، في حين تراجع متوسط حصة الولايات المتحدة من إجمالي الصادرات الكندية من 75.9% العام الماضي إلى 68.3% فقط، وهو ما يقترب من أدنى مستوى تاريخي.
كما انخفضت الواردات من الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي.
ويأتي هذا التراجع في ظل تصاعد الحرب التجارية التي اندلعت في فبراير الماضي، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلسلة من الرسوم الجمركية الثقيلة على السلع الكندية.
وردت كندا بإجراءات مضادة، فيما يقترب الموعد النهائي الذي حدده الطرفان للتوصل إلى اتفاق اقتصادي وأمني جديد في 21 يوليو.
وقال دان كيلي، رئيس الاتحاد الكندي للأعمال المستقلة، إن “عدم اليقين هو ما يقتل الأعمال حالياً”، مضيفاً: “الشركات لا تعرف ما إذا كانت ستتوسع أو تتراجع أو تؤجل مشاريعها، وهي الآن في حالة تجميد مؤقت”.
وفي مواجهة الضغوط، أكد رئيس الوزراء مارك كارني التزامه بتنويع أسواق التصدير الكندية وتقليل الاعتماد على السوق الأميركية.
ووفقاً لإحصاءات مايو، ارتفعت الصادرات الكندية إلى الدول الأخرى بنسبة 5.7%، في رقم قياسي جديد، وشملت الزيادة صادرات الذهب إلى المملكة المتحدة، والنفط الخام إلى سنغافورة، والألمنيوم غير المعالج والأدوية إلى إيطاليا، في مقابل تراجع الصادرات إلى الصين.
وأشار أندرو ديكابوا، كبير الاقتصاديين في غرفة التجارة الكندية، إلى أن “الأسوأ قد يكون خلفنا”، موضحاً أن الشركات بدأت في سد الفجوة التي خلّفها تراجع الطلب الأميركي من خلال بناء علاقات جديدة مع أسواق أخرى.
وأضاف: “إذا تحسنت العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، فقد نشهد انتعاشًا إيجابيًا خلال الأشهر المقبلة”.
من جانبه، أبدى كيلي تفاؤلاً مشروطاً، قائلاً: “إذا تم التوصل إلى اتفاق قريب، فإن الآثار طويلة المدى ستبقى محدودة. لكن هذه الأزمة حفزت العديد من الشركات على إعادة التفكير في خياراتها وتوسيع دائرة شركائها التجاريين سواء داخل كندا أو في أسواق أخرى”.
وأشار التقرير إلى أن العجز التجاري الكندي تقلّص إلى 5.9 مليارات دولار في مايو، مقابل 7.6 مليارات في أبريل، نتيجة زيادة الصادرات وانخفاض الواردات.
ومع أن الضغوط لا تزال كبيرة، يرى مراقبون أن هذه المرحلة قد تمثل نقطة تحول في توجه كندا نحو تنويع شراكاتها التجارية عالميًا، بعيدًا عن هيمنة السوق الأميركية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني