هلا كندا – مع تصاعد التوترات التجارية مجددًا بين كندا والولايات المتحدة، يكشف استطلاع جديد عن استمرار الكنديين من جيرانهم الجنوبيين، رغم ظهور بوادر تراجع طفيفة في مستوى الغضب مقارنة بالذروة التي بلغها في مارس الماضي.
وأجرى الاستطلاع معهد “ليجيه” لصالح جمعية الدراسات الكندية (ACS) بين 20 و22 يونيو الجاري، وأظهر أن أكثر من نصف الكنديين يشعرون بأنهم “لم يعودوا موضع ترحيب” في الولايات المتحدة، وهو شعور يتفاقم بين النساء وكبار السن.
وفي استطلاع مماثل في أبريل، لم يثق سوى 21٪ من الكنديين في الشعب الأمريكي. أما في الاستطلاع الأخير، فقد ارتفعت هذه النسبة إلى 34٪، وهو مستوى “تاريخي طبيعي” بحسب رئيس الجمعية، جاك جيدواب، لكنه يظل بعيدًا عن نسبة 59٪ التي سُجّلت في أكتوبر 2023.
أما الثقة في الولايات المتحدة كدولة، فقد كانت أقل بكثير:
53٪ من الكنديين قالوا إنهم لا يثقون في أمريكا كدولة
21٪ فقط قالوا إنهم يثقون بها
والثقة في الولايات المتحدة كـ شريك أمني ودفاعي جاءت ضعيفة أيضًا، إذ رأى 45٪ من الكنديين أن أمريكا لا تُعد شريكًا موثوقًا، مقابل 32٪ فقط يرون عكس ذلك.
الفجوة بين الحكومة والشعب
ويشير جيدواب إلى أن التطور “الصحي” في الموقف الكندي يتمثل في أن الغضب بات موجّهًا أكثر نحو الإدارة الأمريكية، لا الشعب الأمريكي. وقال: “نحن نرى أنفسنا أمة ألطف وأكثر إنصافًا، لكننا نتعرّض للتنمر من قبل الرئيس الأمريكي”.
ورغم إعلان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية – التي كانت تستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية – في محاولة لإعادة فتح محادثات التجارة، إلا أن غالبية الكنديين، بحسب الاستطلاع، “لا يثقون في دوافع أمريكا لإعادة فتح ملف التجارة”.
ويرى 75٪ من الكنديين أن القواعد الأمريكية للتجارة غير عادلة تجاه كندا، مقابل 12٪ فقط يعتقدون أن القواعد الكندية غير منصفة للأمريكيين.
ورغم كل هذه المؤشرات السلبية، فإن المفارقة التي كشف عنها الاستطلاع هي أن أغلبية الكنديين لا تزال ترى أن الشعب الأمريكي هو الأقرب لهم ثقافيًا واجتماعيًا من أي شعب آخر في العالم.
بحسب جيدواب، فإن غياب الثقة يشكّل العائق الأكبر أمام تحسين العلاقات الثنائية، لا سيما في ملفي الأمن والتجارة.
وأضاف: “لن ننجح في أي مفاوضات ما لم نُعد بناء الثقة، وهذا لن يكون أمرًا بسيطًا في ظل رئيس أمريكي لا يُنظر إليه كحليف موثوق”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني