هلا كندا – وكالات – كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من كلية “إمبريال لندن” عن ارتباط وثيق بين الكوابيس المتكررة وخطر الوفاة المبكرة، بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بمن لا يعانون منها أو نادراً ما يواجهونها.
وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس أسبوعية هم أكثر عرضة لخطر الموت المبكر، حيث اعتُبرت هذه الكوابيس مؤشرًا أقوى من عوامل تقليدية معروفة مثل التدخين، السمنة، سوء التغذية، أو قلة النشاط البدني.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال والبالغين الذين يعانون من الكوابيس المتكررة تظهر عليهم علامات تسارع الشيخوخة البيولوجية، وهو ما يفسر قرابة 40% من احتمال وفاتهم المبكرة.
وبيّنت البيانات أن حتى الكوابيس الشهرية قد تؤثر سلبًا على الصحة العامة، وتؤدي إلى تسارع في التقدم بالعمر مقارنة بالأشخاص الذين لا يواجهون هذه التجارب أو يعانون منها بشكل نادر.
وقال الدكتور عبيدي أتايكو، الباحث في علوم الدماغ وقائد فريق الدراسة، إن الدماغ لا يستطيع التمييز بين الحلم والواقع أثناء النوم، ما يؤدي إلى تفعيل استجابة “الكرّ والفرّ” كما لو أن الكابوس حقيقي.
وأوضح أتايكو أن هذه الاستجابة تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بشكل مستمر، وهو ما يسرّع من شيخوخة الخلايا ويضعف جودة النوم ويؤثر على قدرة الجسم على التجدد والإصلاح.
وقدّم الباحثون مجموعة من النصائح للحد من الكوابيس، منها تجنّب مشاهدة المحتوى المخيف قبل النوم، الالتزام بروتين نوم صحي، إدارة القلق والتوتر، والتوجه للعلاج النفسي عند الحاجة.
وأوصى أتايكو باستخدام “علاج إعادة تمثيل الصور”، الذي يعتمد على إعادة كتابة تفاصيل الكابوس بطريقة أقل رعباً وتكرارها ذهنياً، ما يمكن ممارسته في المنزل دون الحاجة إلى إشراف مباشر.
ولفت إلى أن من يعانون من كوابيس مزمنة تؤثر على جودة حياتهم قد يستفيدون من العلاج السلوكي المعرفي للأرق، والذي أثبت فعاليته في تقليل تكرار الكوابيس وإبطاء شيخوخة الدماغ.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني