هلا كندا – بينما تتسابق دول العالم لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في مختلف القطاعات، كشفت دراسة حديثة أن كندا تتراجع بشكل ملحوظ في هذا المجال، ليس بسبب نقص الابتكار، بل نتيجة فجوة في الفهم العام وتردد في الاستخدام العملي.
وأكدت ستيفاني تيريل، الشريكة الإدارية للقطاع الرقمي في شركة KPMG كندا، أن العديد من الكنديين لا يدمجون الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية. وقالت في مقابلة مع BNN Bloomberg: “مستوى الثقافة الرقمية لدينا، فيما يخص الذكاء الاصطناعي، لا يرقى إلى المستوى العالمي.”
وبحسب تقرير أصدرته KPMG، جاءت كندا في المرتبة 44 من أصل 47 دولة في ما يتعلق بالتدريب والمعرفة بالذكاء الاصطناعي، واحتلت المرتبة 28 بين 30 اقتصادًا متقدمًا. وشمل الاستطلاع أكثر من 48 ألف مشارك عالميًا، بينهم 1,025 من كندا.
وأوضحت تيريل أن الكنديين تمكنوا من تبني بعض أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتهم الشخصية، لكن المشكلة تكمن في ضعف استخدامهم لهذه الأدوات في أماكن العمل والقطاعات الاقتصادية.
“نلاحظ نوعًا من التردد في الثقة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وعدم دمجها فعليًا في أساليب العمل اليومية داخل المؤسسات.”
ومن أبرز نتائج الاستطلاع:
فقط 24٪ من الكنديين تلقوا تدريبًا على استخدام الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 39٪ عالميًا.
38٪ فقط قالوا إن لديهم معرفة متوسطة أو عالية بالذكاء الاصطناعي، مقابل 52٪ عالميًا.
34٪ فقط يثقون بالمعلومات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، مقابل 46٪ على مستوى العالم.
50٪ فقط من الكنديين يدعمون استخدام الذكاء الاصطناعي، مقابل 72٪ عالميًا.
وأشارت تيريل إلى أن غياب الثقة بين القادة والمؤسسات في تسليم المهام للأنظمة الذكية يمثل عائقًا رئيسيًا، حيث لا تزال هناك مخاوف بشأن دقة مخرجات الذكاء الاصطناعي وقدرة الأفراد على التحقق منها.
ودعت تيريل إلى الاستثمار في تعليم الذكاء الاصطناعي منذ المراحل المدرسية الأولى وحتى التعليم العالي، بهدف تعزيز الثقافة الرقمية وإعداد القوى العاملة المستقبلية.
كما أبدى الكنديون رغبة في تشديد الرقابة والتنظيم القانوني للذكاء الاصطناعي، حيث أيد 75٪ منهم سنّ قوانين واضحة، مقارنة بـ 70٪ عالميًا.
واختتمت تيريل بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لن يعوض الحكم البشري، لكنه سيساعد في أتمتة المهام المتكررة، داعية إلى تغيير طريقة التفكير تجاه هذه التقنية التي “ستصبح عنصرًا أساسيًا في مستقبل العمل”.