اخبار هلا كندا – كشفت مصادر أميركية مطلعة عن تفاصيل الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية، في تطور غير مسبوق منذ سنوات من التوتر المتصاعد بين البلدين. وتوزعت الضربات على ثلاث منشآت رئيسية:
- منشأة نطنز النووية، حيث استُهدف قسم مرتبط بتطوير أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
- منشأة تحت الأرض قرب أصفهان، يُعتقد أنها تُستخدم في أنشطة نووية سرية غير مُعلنة.
- منشأة فوردو النووية، المحصنة تحت الأرض، والتي تُعد من أكثر المواقع الإيرانية حساسية واستراتيجية.
الأهداف: شلّ البرنامج النووي دون تصعيد شامل
بحسب مسؤولين في البنتاغون، فإن الضربات لم تستهدف المفاعلات النشطة مباشرة، بل ركزت على البنية التحتية الداعمة لتخصيب اليورانيوم، في محاولة لشلّ قدرة طهران على تسريع برنامجها النووي. واعتُبر استهداف منشأة فوردو خطوة جريئة تعكس مستوى عالٍ من الجاهزية الاستخباراتية والتكنولوجية الأميركية.
قاذفات B-2 وقنابل خارقة للتحصينات
في ضربة فوردو، استخدمت القوات الأميركية ثلاث قاذفات شبح من طراز B-2، مجهزة بقنابل GBU-57 MOP، وهي قنابل خارقة للتحصينات يبلغ وزنها نحو 14 طناً، وصممت لاختراق المنشآت الواقعة على عمق كبير تحت الأرض. هذه القنابل لا يمكن إطلاقها إلا من طائرات B-2 نظراً لحجمها وقدرتها على تدمير مواقع شديدة التحصين.
صواريخ توماهوك تستهدف نطنز وأصفهان
أما منشأتَا نطنز وأصفهان، فتم استهدافهما عبر صواريخ توماهوك بعيدة المدى، أُطلقت من غواصات أميركية متمركزة في مياه الخليج وبحر العرب. هذه الصواريخ استهدفت مرافق البحث والتطوير المرتبطة بأجهزة الطرد المركزي، في محاولة لتعطيل جهود إيران لتوسيع برنامجها النووي خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
رسالة مزدوجة: قوة في الميدان… ودبلوماسية خلف الكواليس
ورغم الطابع العسكري المكثف للهجوم، كشفت تقارير أميركية أن واشنطن حرصت على إيصال رسالة واضحة لطهران مفادها أن “العملية قد انتهت ولا نية لتغيير النظام“، في محاولة لاحتواء التصعيد وتفادي الانجرار إلى حرب شاملة.
وبحسب شبكة CBS، فقد تواصلت الإدارة الأميركية مباشرة مع الإيرانيين لإبلاغهم بأن الضربات كانت محدودة وتهدف فقط إلى توجيه رسالة ردع. وقد تم تفويض المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف للتواصل مع الإيرانيين، في إطار سعي الرئيس ترامب للحفاظ على نافذة دبلوماسية ضيقة لتخفيف التوتر لاحقاً.
تحليل:
الضربة الأميركية، وإن كانت محدودة من حيث نطاقها العسكري، إلا أنها تحمل أبعاداً استراتيجية كبيرة. فهي تُظهر قدرة واشنطن على استهداف أكثر المواقع تحصيناً في إيران، وفي الوقت نفسه تسعى لضبط إيقاع التصعيد ومنع انهيار المسار الدبلوماسي تماماً. غير أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، خصوصاً في ظل انتظار رد الفعل الإيراني، الذي قد يعيد إشعال فتيل مواجهة أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.