هلا كندا – في شهادة إنسانية مؤثرة، تحدث الطبيب الكندي بانيد برهانجو عن تفاصيل نجاته من الغارات الجوية الإسرائيلية التي ضربت العاصمة الإيرانية طهران، مخلّفة مئات القتلى والجرحى، ومخلفة وراءها مشاهد من الرعب والفوضى تشبه إلى حد بعيد ما حدث في غزة.
برهانجو، وهو طبيب من مدينة هاميلتون في أونتاريو، كان في زيارة لعائلته في طهران عندما تعرض أحد المباني السكنية القريبة من منزل عائلته لضربة مباشرة.
ويقول: “اهتز سريري من شدة الانفجار… كانت الانفجارات قريبة جداً ومخيفة.”
وقد تمكّن من الهروب إلى تركيا عبر معبر رازي-كابيكوي البري، لكنه يقول إن الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر والتهديدات: “كان السائق يحمل سلاحاً لحماية نفسه، فهناك عمليات سطو وخطف تحدث على الطرق، بسبب وجود الكثير من الأشخاص الذين يحاولون الهرب وبحوزتهم أموال.”
وأكثر ما آلمه في الرحيل، كما يروي، هو وداع والدته: “قالت لي وهي تعانقني: هذه آخر مرة أراك فيها… وقد تكون على حق، للأسف.”
وفقًا للإحصاءات، قُتل ما لا يقل عن 224 شخصاً في إيران وجُرح أكثر من 1,200 آخرين نتيجة القصف الإسرائيلي. في المقابل، تشير إسرائيل إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة أكثر من 500 جراء الهجمات الإيرانية.
ويؤكد برهانجو أن الدعوات لإخلاء طهران التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير واقعية.
وقبيل صعوده إلى الطائرة المتجهة من إسطنبول إلى تورونتو، بعث برهانجو برسالة مؤثرة إلى الكنديين: “المدنيون هم من يدفعون الثمن… أريد أن أرى وقفاً فورياً لهذا التصعيد. هناك ملايين البشر الآن بلا مأوى، بلا دخل، بلا طعام أو أمان. لا أريد أن أرى طهران تتحول إلى غزة أخرى.”