هلا كندا – يحاول رئيس الوزراء الكندي مارك كارني تقليص أولويات كندا خلال استضافتها لقمة مجموعة السبع (G7)، لكن جدول الأعمال لا يزال حافلًا بالقضايا العالمية المعقدة التي سيتناولها القادة خلال الأيام المقبلة.
وقال ديفيد أنجيل، مستشار كارني للسياسة الخارجية، في ندوة هذا الأسبوع إن القادة “يجتمعون في لحظة يشهد فيها العالم تغيرات هائلة، وفي ظل توترات ملحوظة بين بعض أعضاء المجموعة”.
ولم يذكر أنجيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالاسم، رغم أن الأخير غادر القمة الأخيرة التي استضافتها كندا عام 2018 بشكل مفاجئ، في خطوة ما زالت تلقي بظلالها على أجواء القمة الحالية.
الاقتصاد على رأس الأولويات
ويفتتح القادة القمة بمناقشة الآفاق الاقتصادية العالمية، يليها غداء عمل مخصص لموضوع الأمن الاقتصادي وسلاسل التوريد.
ومن المتوقع أن تشمل النقاشات الممارسات المناهضة للسوق من قبل اقتصادات كبرى خارج المجموعة، مع الإشارة بشكل خاص إلى الصين.
كما ستكون استراتيجية ترامب بشأن الرسوم الجمركية محور نقاش حتمي، خاصة في ظل آثارها السلبية على النمو الاقتصادي وتصنيف الائتمان الأميركي.
وسيتناول القادة كذلك المعادن الحيوية، مع احتمال طرح معايير شفافية بيئية وعمالية لعملية استخراج هذه المعادن، لا سيما في الدول الهشة مثل الكونغو الديمقراطية.
ويتوقع أن تطرح كندا ملف شلل منظمة التجارة العالمية، خاصة تعطيل هيئة الاستئناف، وهو ما نجم عن رفض الولايات المتحدة تعيين أعضاء جدد منذ سنوات.
الحرائق والتدخلات الأجنبية
والجلسة الثانية يوم الإثنين ستُخصص لقضايا السلامة، مع التركيز على حرائق الغابات، التدخلات الأجنبية، والجريمة العابرة للحدود.
وستُطلق كندا خلال القمة “ميثاق كاناناسكيس لحرائق الغابات”، يتضمن إجراءات للتخفيف من المخاطر والاستجابة والتعافي.
ويُتوقع أن يبحث القادة سبل التعاون في مواجهة الكوارث عبر تبادل المعدات والمعلومات وصور الأقمار الصناعية.
أما موضوع التغير المناخي فقد يُطرح، لكن من المرجح تجنّب ذكره في البيان الختامي بسبب معارضة أميركية متوقعة.
الأمن العالمي
وجلسة العشاء يوم الإثنين ستحمل عنوانًا عامًا هو “جعل العالم أكثر أمنًا”، ومن المرجح أن تهيمن على النقاشات الضربات الأخيرة المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الأوضاع في كوريا الشمالية والسودان.
ويُفتتح يوم الثلاثاء بلقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط مخاوف من أن تتوصل واشنطن إلى صفقة مع روسيا قد تُفسَّر على أنها ضوء أخضر لمزيد من العدوان في أوروبا.
وسيشارك القادة بعد ذلك في اجتماع موسع مع ضيوف من خارج G7، منهم رؤساء دول أستراليا والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا، إضافة إلى ممثلين عن الناتو والأمم المتحدة والبنك الدولي.
ومن غير المؤكد إن كانت كندا ستثير موضوع التدخلات الأجنبية المرتبطة بالهند، خاصة بعد تقرير رسمي كندي في يناير وصف نيودلهي بأنها “ثاني أكبر تهديد خارجي”، متهمة إياها بتمويل غير مشروع لمرشحين سياسيين داخل كندا.
توافقات كندية
ورغم توقعات بعدم صدور بيان ختامي مطول كما جرت العادة، يراهن مسؤولون كنديون على قدرة بلادهم على بناء التوافقات العملية بين الديمقراطيات الليبرالية.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق مؤخرًا بين وزراء المالية على التصدي للتهديدات السيبرانية، كما تعهد وزراء الخارجية بالتركيز على الأمن البحري ومكافحة الصيد غير القانوني وحماية كابلات الإنترنت البحرية.
وقال السيناتور بيتر بويم، الذي شارك في العديد من القمم، إن كندا تلعب دورًا فريدًا كوسيط توافقي في اللحظات الحرجة، مضيفًا: “عادة ما تأتي لحظة – غالبًا في الثالثة صباحًا – يلتفت فيها أحدهم إلى الكرسي الكندي ويقول: لقد حان وقت المبادرة الكندية الكبرى لحل الأمور… ونحن نفعل ذلك بالفعل.”