هلا كندا – يحذر خبراء أمن سيبراني من أن عصابات الجريمة الإلكترونية باتت تجنّد شبابًا من دول ناطقة بالإنجليزية مثل كندا والولايات المتحدة وبريطانيا، للانضمام إلى شبكة قرصنة تُعرف باسم “ذا كوم” (The Com)، تورطت في عمليات ابتزاز جنسي، وسرقة عملات مشفّرة، وهجمات فدية على شركات كبرى بمبالغ تقدر بملايين الدولارات.
وقال إيان لين، مدير الأبحاث في شركة الأمن السيبراني Packetlabs: “هذه الهجمات تُنفذ من قبل شباب أعمارهم بين 17 و20 عامًا، وهم أكثر تطورًا مما يظنه كثير من الباحثين”.
ووفقًا لشركة الاستخبارات السيبرانية Intel471، فإن أفراد “ذا كوم” يستخدمون تقنيات متقدمة تشمل اختراق شرائح الهاتف، وسرقة العملات الرقمية، والتحريض على العنف، وتنفيذ عمليات “سواتينغ”، وهي الإبلاغ الكاذب لاستدعاء فرق التدخل السريع إلى منازل الضحايا.
وحذّرت الشرطة الملكية الكندية (RCMP) من أن بعض أفراد المجموعة يستدرجون أطفالًا عبر الإنترنت للقيام بإيذاء أنفسهم، وتعذيب الحيوانات، وإنتاج مواد استغلال جنسي للأطفال.
وقال لين: “ما يميز هذه المجموعة أنهم يتحدثون الإنجليزية كلغتهم الأم، ويعرفون ثقافتنا وكيفية التلاعب بنا نفسيًا”.
في مايو الماضي، أعلنت السلطات الأميركية عن تسليم بريطاني يُدعى تايلر بوكانان (23 عامًا)، يعتقد أنه عضو في مجموعة تابعة لـ “ذا كوم” تُدعى “سكاترد سبايدر” (Scattered Spider)، والمتهمة بأنها تستقطب شبابًا كنديين بشكل متزايد.
في كندا، وُجهت تهم إلى شاب يُدعى كونور رايلي موكا (25 عامًا) من مدينة كيتشنر، أونتاريو، بعد أن زُعم أنه هدّد باحثة أمنية أميركية، وهو حاليًا قيد التسليم إلى الولايات المتحدة لمواجهة 20 تهمة تشمل الابتزاز والاحتيال الإلكتروني وسرقة الهوية.
وقالت الباحثة أليسون نيكسون، التي ساعدت في كشف هوية موكا: “القضاة والشرطة بدأوا أخيرًا بالتعامل مع هذه الشبكات مثلما يتعاملون مع العصابات التقليدية”.
وبحسب نيكسون، ينضم بعض الشباب إلى “ذا كوم” بدافع المال السريع أو الشعور بالحماية أو حتى الانتقام من تجاربهم الخاصة كضحايا.
وتضيف: “بالنسبة لهم، الشهرة أو السمعة السيئة هما الشيء ذاته، لذلك يسعون إلى لفت الانتباه بأي ثمن”، مشيرة إلى أن العديد منهم غير مؤهلين تقنيًا لتنفيذ هجمات متقدمة، لكنهم يستخدمون التهديدات والابتزاز ضد الفتيات لتحقيق مكاسب سريعة.
وتابعت: “بعض المجموعات ضمن ذا كوم تورطت في أعمال عنف حقيقية مثل إرسال أشخاص لإلقاء الحجارة أو إطلاق النار على منازل الخصوم، أو حتى محاولة حرقها”.
وشبهت نيكسون المجموعة بـ”عصابات مراهقين على الإنترنت”، وقالت: “هي ظاهرة اجتماعية تشبه العصابات الشوارع قبل الإنترنت، لكنها اليوم تتحرك في العالم الرقمي”.
وحذّر الخبير الأمني سكوت وايت، وهو مسؤول استخبارات سابق في القوات الكندية ووكالة الاستخبارات الكندية (CSIS)، من أن أعضاء هذه الشبكات بارعون في الهندسة الاجتماعية، أي التلاعب النفسي بالضحايا للحصول على معلومات حساسة.
وقال: “يمكنهم تقديم أنفسهم على أنهم جهات رسمية، ومع توفر معلوماتك الشخصية، قد تصدق أنهم شرطة أو موظفو بنوك”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني