هلا كندا – من المنتظر أن يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ألبرتا يوم الأحد للمشاركة في قمة مجموعة السبع، في أول زيارة له إلى كندا منذ مغادرته الغاضبة للقمة ذاتها قبل سبع سنوات.
وتسعى الحكومة الكندية جاهدة لتفادي تكرار ما حدث عام 2018 من خلال استخدام كل الوسائل الممكنة، من تنظيم جولات غولف وجدولة ذكية، وصولاً إلى قرارات وزارية خاصة، لضمان نجاح الزيارة وتفادي أي أزمة دبلوماسية جديدة.
يقول إيريك ميلر، رئيس مجموعة “رايدو بوتوماك” للاستشارات: “ترامب شخص حساس جداً عندما يشعر بعدم الاحترام، لا بد من التأكد من أنه سيغادر وهو يقول: الكنديون ليسوا بهذا السوء”.
الزيارة السابقة… خلافات وانسحاب
آخر مرة زار فيها ترامب كندا كانت في قمة مجموعة السبع بمنطقة شارلفوا في كيبيك عام 2018، وانتهت تلك الزيارة بتوتر كبير. فقد رفض الرئيس الأميركي التوقيع على البيان الختامي، وغادر القمة باكراً، ووجه انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الكندي آنذاك جاستن ترودو واصفاً إياه بـ”الضعيف وغير النزيه” بسبب خلاف حول الرسوم الجمركية.
وشهدت تلك القمة صورة شهيرة لرؤساء الدول وهم يقفون بحدة أمام ترمب الجالس بذراعيه المتشابكتين، في لقطة وصفت بأنها تجسد التوترات السياسية آنذاك.
وقال السفير الألماني لدى كندا، ماتياس لوتنبرغ، خلال ندوة عقدت في 4 يونيو، إن كندا تواجه “ظروفاً شديدة التعقيد” بصفتها الدولة المضيفة، لكنها تتعامل معها بكفاءة.
أما السيناتور بيتر بوم، الذي ترأس القمة عام 2018، فتحدث عن ليالٍ طويلة من المفاوضات بسبب عدم توافق إدارة ترمب مع بقية الدول بشأن قضايا مثل تغير المناخ والنظام الدولي القائم على القواعد.
ومنذ تولي مارك كارني رئاسة الوزراء في أبريل، بعد حملة انتخابية وعد خلالها بالتصدي لترمب، تطورت العلاقة بين الزعيمين بشكل غير متوقع.
فقد أجرى كارني زيارة ودية إلى واشنطن في مايو، نال خلالها إشادة من ترمب، رغم استمرار الأخير في دعوته لانضمام كندا إلى الولايات المتحدة كولاية أميركية.
كما كشف السفير الأميركي في كندا، بيت هوكسترا، أن ترمب وكارني تبادلا العديد من الرسائل والمكالمات حول قضايا التجارة والرسوم.
ويقول ميلر إن اللقاء الشخصي بين الزعيمين في ألبرتا قد يشكل فرصة لتعزيز الحوار حول القضايا الاقتصادية، بالإضافة إلى دعوة ترمب لكندا للمشاركة في مشروع “القبة الذهبية” للدفاع الصاروخي.
وأضاف: “وجود لقاء في بيئة أقل رسمية من المكتب البيضاوي قد يساعد على إحراز تقدم. في نهاية المطاف، السياسة تقوم على خيارات غير مثالية، ولكن من الصواب دعوة ترمب إلى كندا”.
توقعات بتنازلات متبادلة
من المرجح أن يستغل الطرفان المناسبة للإعلان عن تقدم مشترك، لا سيما في ظل اقتراب مهلة ترامب الذاتية في 9 يوليو بشأن فرض رسوم جمركية انتقامية.
وتشير التوقعات إلى أن الجانبين قد يعلنان توافقاً بشأن تسريع كندا لبلوغ هدفها في الإنفاق الدفاعي ضمن الناتو — وهي خطوة قد يسوقها الطرفان كإنجاز دبلوماسي.
كما أن وجود ترامب في مقاطعة أعادت استئناف بيع الكحول الأميركي بعد أن كانت قد قاطعته ضمن رد كندي على الرسوم الأميركية، قد يُنظر إليه بإيجابية من قبله.
خفض التوقعات وتمهيد الأرضية
ولتجنب المشاكل، قامت أوتاوا بترتيب اجتماعات جماعية أقصر بين قادة مجموعة السبع، كما دعت العديد من قادة العالم الآخرين، مما قد يتيح مزيداً من اللقاءات الثنائية التي يفضلها ترمب.
يقول بوم: “ترمب لا يحب الاجتماعات متعددة الأطراف كثيراً، ويفقد اهتمامه بسرعة”.
لذلك، تسعى كندا لإصدار بيانات قصيرة ومركزة بدلاً من البيان الختامي الموسّع المعتاد، لتفادي الخلافات.
وقال رئيس الوزراء الأسبق جان كريتيان في ندوة الخميس إنه في حال قام ترمب برد فعل غاضب، فعلى بقية القادة تجاهله “ومواصلة الحديث كالمعتاد”.
من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة الكندية هي كيفية التعامل مع زيارة ترمب في ظل إدانته في مايو 2024 بـ34 تهمة جنائية تتعلق بـ”أموال الصمت”، ما قد يجعله غير مؤهل لدخول كندا بموجب قوانين الهجرة.
ومع ذلك، يبدو أن أوتاوا استخدمت ثغرات قانونية ودبلوماسية لتفادي الحرج، إذ أصدرت الحكومة في فبراير قراراً وزارياً يمنح الحصانة والامتيازات الدبلوماسية لممثلي الدول الأجنبية المشاركين في قمة G7.
ورفضت وزارة الهجرة تأكيد ما إذا تم منح إعفاء خاص لترمب، مستندة إلى قوانين الخصوصية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني