هلا كندا – انضم نحو 7,000 مجند جديد إلى الجيش الكندي خلال العام الماضي، متجاوزين هدف التجنيد الذي حددته القوات المسلحة الكندية، في أعلى معدل تسجيل خلال السنوات العشر الماضية.
ويأتي هذا الارتفاع في أعداد المجندين في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن السيادة الكندية، وفي ظل تعهّد رئيس الوزراء مارك كارني بإعادة بناء الجيش وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
ورغم أن هذا يُعد مؤشرًا على بعض التقدّم في أزمة التجنيد التي وصفها وزير الدفاع السابق بأنها “دوامة موت”، إلا أن المسؤولين الحكوميين يعترفون بأن هناك مشكلات كبيرة لا تزال قائمة في مجال الاحتفاظ بالقوى العاملة.
وقد كشفت وزارة الدفاع، في بيان لوسائل الإعلام نُشر يوم الإثنين، أن عدد المجندين في القوات النظامية بين 1 أبريل 2024 و31 مارس 2025 بلغ 6,706 أفراد، متجاوزًا الهدف المحدد بـ6,496 مجندًا.
وتُظهر هذه الأرقام زيادة بنسبة 55% مقارنة بالعام السابق، وأعلى مستوى في عشر سنوات.
وقال ديريك أبما، المتحدث باسم الوزارة، في بيان: “تُبرز هذه الإنجازات نجاح التعديلات الأخيرة التي أجرتها القوات المسلحة الكندية على عملية التجنيد، والتزامها ببناء جيش أكثر حداثة وفعالية”.
من جانبه، لم يربط القائد باسكال بيلهيمور، رئيس وحدة إعداد الموارد البشرية في الجيش، هذا الارتفاع في الأعداد بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضم كندا، مشيرًا إلى أنه من المبكر تحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا الاهتمام المتجدد بالتجنيد.
وأرجع بيلهيمور هذه الزيادة إلى جهود التحديث وتوسيع نطاق المؤهلات، لكنه أضاف أن هناك عوامل أخرى قد تكون مؤثرة، مثل حالة عدم اليقين الاقتصادي، والحملات الإعلانية، واهتمام عدد متزايد من الكنديين بالتساؤل عن “هويتنا كدولة”.
يُذكر أن ترامب هدد مرارًا بجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51، كما شن حربًا تجارية شرسة ضد الجار الشمالي للولايات المتحدة وحليفها الأقرب.
وبعد سنوات من التراجع عن الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تعهّد كارني، يوم الإثنين، بتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنة المالية الحالية، أي قبل خمس سنوات من الموعد المحدد.
وتتضمّن الخطة زيادة في ميزانية الدفاع قدرها 9.3 مليارات دولار للعام 2025-2026.
وقال كارني في خطاب ألقاه في كلية مونك التابعة لجامعة تورنتو: “نحن نعتمد بشكل مفرط على الولايات المتحدة”.
وأضاف: “الفكرة التقليدية بأن الموقع الجغرافي لكندا يحميها أصبحت بالية بشكل متزايد”.
وفي هذا السياق، اعتبرت شارلوت دوفال-لانتوان، المحللة الدفاعية في معهد الشؤون العالمية الكندي، أن أرقام التجنيد الأخيرة “مشجعة وتستحق الاحتفاء”، لكنها أبدت بعض التحفّظات.
وأوضحت: “تسجيل 6,706 أفراد جدد في القوات النظامية لا يعني بالضرورة أن هذا العدد سيُصبح نشطًا بشكل كامل بعد انتهاء التدريب”.
وأضافت: “هل هذا الرقم يعوّض معدل التسرب؟ يُعد التدريب الأساسي أحد المراحل التي تشهد أعلى معدلات التسرب في الحياة العسكرية”.
ويُعاني الجيش الكندي من نقص يبلغ نحو 14,000 عنصر. وتهدف وزارة الدفاع الوطني إلى الوصول إلى 71,500 عنصر في القوات النظامية و30,000 في قوات الاحتياط بحلول عام 2029.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني