هلا كندا – تحوّل الحلم الشائع بامتلاك منزل في تورونتو إلى كابوس سريع للعديد من الذين تمكنوا من تحقيقه، وذلك مع ارتفاع أسعار الفائدة، وأزمة غلاء المعيشة، وعوامل أخرى دفعت سوق العقارات المزدهر سابقًا في المدينة إلى دوامة هبوط حادة.
وبينما تتدفق آلاف العروض الجديدة إلى السوق شهريًا، تراجعت المبيعات إلى مستويات مروّعة، حيث يُعرض أكثر من ثلاثة أضعاف عدد المنازل مقارنةً بعدد المشترين.
وتتكاثر المشاريع المتوقفة وقضايا الإفلاس، خاصةً بين مطوري ومالكي الشقق السكنية (الكوندو)، الذين يجدون صعوبة بالغة في جذب أي اهتمام.
إذ يتم بيع عدد أقل من وحدات الكوندومينيوم في منطقة تورونتو الكبرى الآن مقارنة ببداية التسعينيات – في مشهد يتناقض بشكل صارخ مع أيام البيع السريع وحروب العروض منذ بضع سنوات فقط.
وأظهر التحديث الصادر في مايو 2025 من مجلس العقارات الإقليمي لتورونتو (TRREB)، يوم الأربعاء، أن معاناة الوكلاء العقاريين والمطورين وأصحاب العقارات العاديين الراغبين في البيع لم تنته بعد، بل تتفاقم.
فقد تم تسجيل 6,244 صفقة بيع عقارات في جميع أنحاء منطقة تورونتو الكبرى، أي بانخفاض 13.3% مقارنة بشهر مايو من العام الماضي، في مقابل 21,819 عقارًا جديدًا عُرض للبيع خلال نفس الشهر – بزيادة قدرها 14% عن الفترة نفسها من العام السابق.
وبلغ العدد الإجمالي للعقارات المعروضة في السوق 30,964 عقارًا، أي بزيادة صادمة تبلغ 41.5% مقارنة بشهر مايو 2024، علمًا أن بعض الأشهر السابقة شهدت زيادات تجاوزت 70%.
الأسعار مستقرة والمبيعات راكدة
رغم هذا العرض الهائل، لم تنخفض الأسعار سوى بنسبة طفيفة، حيث تراجع متوسط سعر المنزل بجميع أنواعه بنسبة 4% فقط، من 1,167,646 دولارًا في مايو 2024 إلى 1,120,879 دولارًا في مايو 2025 – وهي نسبة غير كافية لتحفيز حركة شراء جديدة.
وقد أدى هذا الركود إلى بقاء العقارات في السوق لفترات أطول بنسبة تقارب 50% مقارنة بالمدة المعتادة في نفس الفترة من العام الماضي، والتي كانت أصلاً أطول من المعتاد.
وما زال قطاع الشقق السكنية هو الأكثر تضررًا، حيث انخفضت المبيعات بنسبة حوالي 25% مقارنة بالربيع الماضي.
كما سجلت معظم أنواع العقارات الأخرى انخفاضًا في المبيعات، باستثناء البيوت شبه المنفصلة وبيوت التاون هاوس ضمن منطقة 416 (وسط تورونتو)، حيث شهدت زيادة سنوية طفيفة بلغت 1.5% و3.4% على التوالي.
كل هذه الأرقام ترسم مشهدًا قاتمًا لاتجاه سلبي مستمر، يثير قلق كل من له مصلحة في السوق، ويُسجل رقمًا قياسيًا جديدًا لأكبر فجوة بين العرض والطلب على الإطلاق في سوق العقارات في تورونتو.
ورغم أن تكاليف تملّك المنازل أصبحت “أكثر قبولًا” هذا العام مقارنة بالعام الماضي – مع انخفاض الأسعار ومتوسط تكاليف الاقتراض – إلا أن النشاط في السوق لم يتحسن، وهو ما أرجعه خبراء TRREB إلى غياب الثقة الاقتصادية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني