هلا كندا – بعد رحلة استمرت قرابة خمسة أشهر من البحث والملاحقة القانونية في شمال الهند، تستعد الأم الكندية كاميلا فيلاس بواس وابنها البالغ من العمر أربع سنوات، فالنتينو، للعودة إلى كندا، في نهاية محنة وصفتها الأم بأنها “كابوس” عاشته بعيدًا عن طفلها.
ومن المنتظر أن يصل الثنائي إلى مطار بيرسون الدولي صباح الخميس قادمين من نيودلهي، بعد أن نجحت الأم في استعادة طفلها من والده كابيل سوناك، الذي لم يعد إلى كندا بعد انتهاء زيارة مُصرّح بها قانونيًا إلى الهند في صيف العام الماضي.
وكان الطفل قد غادر كندا برفقة والده بتاريخ 18 يوليو 2024، في رحلة وافقت عليها المحكمة، وكان من المقرر أن يعود في 8 أغسطس، إلا أن الأب لم يعد، مما دفع شرطة تورونتو إلى إصدار مذكرة توقيف بحق سوناك بتهمة اختطاف قاصر بأمر حضانة في أكتوبر الماضي. وتؤكد الشرطة أن الأب لا يزال طليقًا على الأراضي الهندية.
وتقول بواس إنها لم تتمكن من الانتظار، فقررت أن تبحث عن طفلها بنفسها، وسافرت إلى مدينة شانديغار شمال الهند في يناير 2025، بعد أن تمكنت من تحديد موقع الأب والطفل بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول الأم، في مقابلة: “بصراحة، لم أضع حياتي على الهامش، بل متُّ. لم أكن أعلم إن كان طفلي على قيد الحياة، أو إن كان يفتقدني، أو حتى أين كان ينام… لقد كنت جثة حية.”
في 6 فبراير، رأت بواس طفلها لأول مرة داخل قاعة المحكمة في الهند، بعد أن رفعت دعوى قانونية ضد الأب بتهمة الاحتجاز غير القانوني للطفل، وهو ما أنكره الأب عدة مرات عبر سلسلة من الاستئنافات.
العقبات القانونية: لا حماية دولية من الهند
وتعقدت الأمور بسبب عدم توقيع الهند على اتفاقية لاهاي بشأن الاختطاف الدولي للأطفال، وعدم اعتبار اختطاف أحد الوالدين لطفل جريمة في القانون الهندي، ما يعني أن الأب لن يُسلم إلى كندا ولن يُحاكم على الأراضي الهندية.
في 22 أبريل، أصدرت محكمة عليا في شانديغار أمرًا بإعادة فالنتينو إلى والدته وترحيله إلى كندا، إلا أن الوالد، وفي اليوم التالي، أعاد اختطاف الطفل، ما استدعى إطلاق حملة أمنية كبيرة أدت إلى استعادته.
بعدها، تم تسليم الطفل إلى والدته، وسط حراسة أمنية دائمة، حتى انتهاء المسار القضائي.
وفي 22 مايو، رفضت المحكمة العليا في نيودلهي استئناف الأب، ما مهد الطريق لعودة الطفل مع والدته إلى كندا.
تقول بواس في بيان صدر في 27 مايو:
“عندما صدر القرار، شعرت أن العدالة قد نطقت أخيرًا. بعد شهور من الألم، تمكّنت من التنفّس مجددًا. هذا القرار لم يكن انتصارًا قانونيًا فقط، بل كان نهاية كابوسنا.”
وأكدت وزارة الخارجية الكندية أنها كانت على علم بالقضية، وقال المتحدث باسمها إنهم قدموا الدعم القنصلي للأسرة. لكنها امتنعت عن كشف المزيد “لدواعٍ تتعلق بالخصوصية”.
بدورها، انتقدت بواس أداء السلطات الكندية، قائلة: “شعرت أن الحكومة تركتنا وحيدين في أرض بعيدة، دون أي دعم حقيقي لطفل كندي.”
من جهتها، قالت الأم إنها تتطلع إلى عودة ابنها إلى روتين الطفولة الطبيعي: المدرسة، والأصدقاء، والأمان.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني