هلا كندا – من المتوقع أن يسعى وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في دول مجموعة السبع (G7) خلال اجتماعهم هذا الأسبوع في مدينة بانف الكندية إلى إظهار جبهة موحدة بشأن قضايا تشمل الأمن الاقتصادي، دعم أوكرانيا، والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تجنب التصعيد حول الخلافات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويشارك وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، في الاجتماعات التي تستمر من الثلاثاء إلى الخميس، وسط توتر بين الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة بعد فرض رسوم جمركية “متبادلة” جديدة قد تصل إلى أكثر من 20% على صادرات من اليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. أما بريطانيا، فقد توصلت إلى صفقة محدودة أبقتها تحت وطأة رسوم بنسبة 10%، في حين ما زالت كندا تخضع لرسوم 25% على العديد من صادراتها.
ويرى محللون أن الدول الست الأخرى في المجموعة ستحاول تذكير الولايات المتحدة بأنها شريكة قريبة، ومن الصعب عليها ممارسة ضغوط اقتصادية على الصين في ظل تعرضها هي نفسها لضغوط أميركية.
وأشار متحدث باسم الخزانة الأميركية إلى أن بيسنت سيركز على العودة إلى “الأساسيات”، ومعالجة الاختلالات والممارسات غير السوقية في الدول داخل وخارج مجموعة السبع. ويُعرف بيسنت بمواقفه المتشددة تجاه النموذج الاقتصادي الصيني المدعوم من الدولة.
في الاجتماعات الثنائية، من المتوقع أن يسعى بعض الوزراء إلى التفاوض لتخفيف الرسوم الجمركية الأميركية، خاصة اليابان التي توصف محادثاتها مع واشنطن بأنها “متقدمة”. وأكد بيسنت أن الدول التي لا تتفاوض بـ”حسن نية” ستواجه مجددًا معدلات رسوم مرتفعة.
ورغم الخلافات، تسعى كندا إلى صياغة بيان مشترك يظهر تماسك المجموعة، على أن يشمل دعمًا عامًا لأوكرانيا، لا سيما في ظل مشاركة وزير ماليتها سيرهي مارشينكو، مع تحضير الاتحاد الأوروبي لحزمة عقوبات جديدة ضد روسيا. إلا أن البيان سيكون أقل تحديدًا من البيان السابق في أكتوبر 2024، الذي تضمن قروضًا بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا.
وتتفق الدول على دعم مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتعزيز التعاون لمكافحة غسل الأموال والجرائم المالية. كما يدعو بيسنت إلى تعزيز دور القطاع الخاص في دفع النمو الاقتصادي.
لكن تبقى قضايا مثل تغير المناخ محل خلاف، بسبب معارضة ترامب للسياسات البيئية السابقة. كما أن وصف حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن الرسوم دون تحميل الإدارة الأميركية المسؤولية بشكل مباشر سيشكل تحديًا في صياغة البيان النهائي.
وفي ظل هذه التحديات، تسود أجواء حذرة، حيث علقت سوزان كلارك، المديرة التنفيذية لغرفة التجارة الأميركية، قائلة: “الكرة البلورية ضبابية جدًا الآن… لكن علينا أن ندافع عن مستقبل اقتصادي يقوم على قيم الديمقراطية والأسواق المفتوحة.”