هلا كندا – طوّر باحثون من جامعة بريتش كولومبيا (UBC) نظامًا مبتكرًا قد يضمن صمود الجيل القادم من ناطحات السحاب في فانكوفر أمام الزلازل الكبرى المتوقعة في المنطقة.
والمشروع، الذي قاده الدكتور توني يانغ، أستاذ الهندسة الإنشائية في كلية العلوم التطبيقية بالجامعة، نُشرت تفاصيله في 13 مايو على موقع الجامعة.
واختبر الفريق نموذجًا مصغرًا بمقياس واحد إلى خمسة لناطحة سحاب مكونة من 30 طابقًا — أي ما يعادل ستة طوابق بالحجم الفعلي — من خلال محاكاة هزات أرضية شديدة كالتي قد تضرب إقليم بريتيش كولومبيا في حالة كارثة طبيعية كبيرة.
و قال الدكتور وانغ، أحد أعضاء الفريق”قمنا باختبار النموذج على واحدة من أكبر منصات الاهتزاز في العالم، ضمن مختبر الأبحاث الدولي المشترك للهندسة الزلزالية في شنغهاي”.
ويُعد هذا الاختبار الأكبر من نوعه عالميًا على نموذج لبناء يعتمد نواة خرسانية، وهو ما يمثل إنجازًا غير مسبوق في مجال أبحاث الزلازل.
امتصاص الطاقة بدلًا من مقاومتها
يعتمد النظام الجديد على ممتصات صدمات ودعامات عرضية وآليات تأرجح هيكلي، تهدف إلى امتصاص طاقة الزلزال وتبديدها، بدلاً من مقاومتها، ما يقلل من الضغط الواقع على أساسات المبنى.
وأوضح وانغ: “الأمر يشبه ممتصات الصدمات في السيارات”.
وأضاف أن التجربة استلهمت من زلزال نيوزيلندا عام 2011، الذي دمر مدينة كرايستشيرش وأودى بحياة 185 شخصًا، كمثال على حجم الخسائر التي قد تحدث إذا لم تكن المباني محمية بشكل كافٍ.
وأشار وانغ إلى أن فانكوفر تقع في منطقة زلزالية نشطة للغاية، ومعرضة بشكل مباشر لـ”الزلزال الكبير” المتوقع على امتداد فالق كاسكاديا، الذي يمتد من شمال كاليفورنيا إلى جنوب بريتيش كولومبيا.
وقال بهذا الصدد: “هذه المنطقة قادرة على إنتاج زلزال بقوة 9.0 درجات، الناس يبدؤون بسماع الزلازل في الأخبار عندما تكون قوتها 4.0 أو 5.0، فما بالك بالتاسعة؟”
ورغم أن القوانين الهندسية الحالية في المدينة تهدف إلى حماية الأرواح، إلا أن المباني لا تُصمم لتحمّل الزلزال دون ضرر. وأضاف يانغ:
“في حال وقوع زلزال ضخم، ستتعرض المباني لتلف كبير… لكن مع هذه التقنية الجديدة، يمكن أن تخرج المباني من دون أي ضرر، ونحمي الناس وأيضًا ممتلكاتهم واستثماراتهم المالية”.
ورغم أن النظام لم يُطبق بعد، عبّر يانغ عن أمله في التعاون مع بلدية فانكوفر وشركات الهندسة المعمارية والإنشائية لإدخال هذه التقنية في المشاريع المستقبلية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني