هلا كندا — مع انطلاق فصل الربيع وخروج الكنديين لممارسة أنشطة الهواء الطلق كالمشي والبستنة، يتزامن ذلك مع عودة موسم حشرات القراد.
وبفضل شتاءات دافئة ودرجات حرارة معتدلة، تنتشر حشرة القراد في مناطق أوسع من البلاد مقارنة بأي وقت مضى، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض منقولة، أبرزها داء لايم.
وتُعد قرادة الأرجل السوداء، المعروفة أيضاً بـ”قرادة الأيائل”، الأكثر تسبباً في إصابات داء لايم في كندا.
وتوسّع هذا النوع من القراد نطاق انتشاره بوتيرة سريعة، ليصل إلى أجزاء من كل مقاطعة جنوبية في البلاد، وهو توسّع مرتبط بشكل وثيق بتغير المناخ الذي يسمح لهذه الحشرات بالبقاء على قيد الحياة خلال الشتاء وغزو مناطق كانت سابقاً باردة جداً لتكاثرها.
وقالت الدكتورة سارة كيتنغ من مؤسسة داء لايم الكندية: “قرادة الأرجل السوداء وقرادة الأرجل السوداء الغربية في الغرب تحملان داء لايم وأمراضاً أخرى، وعندما نتعرض للدغات القراد، نكون معرضين للإصابة بهذه الأمراض.”
وأوضحت كيتنغ أن القراد بارعة في نقل الأمراض، مضيفة: “لديها ميكروبيوم خاص بها، تماماً مثلنا، مليء بكائنات دقيقة مختلف، وعندما تبدأ القرادة في امتصاص الدم، يمكن لبعض هذه الكائنات أن تنتقل إلى الغدد اللعابية، وعبر لعابها تصل إلى دم الإنسان وتسبب العدوى.”
وأضافت كيتنغ أن الشتاء المعتدل يسمح للقراد بالبقاء تحت أكوام الأوراق، قائلة: “في السابق، كانت القرادة تصل عبر الطيور المهاجرة فقط، لكن الآن باتت تتكاثر وتستقر، خصوصاً في مناطق مثل نوفا سكوشا، جنوب كيبيك، جنوب أونتاريو، جنوب مانيتوبا، وجنوب بريتش كولومبيا”
ففي عام 2009، تم الإبلاغ عن 144 حالة فقط من داء لايم في كندا، بحسب وكالة الصحة العامة الكندية. وبحلول عام 2021، تجاوز عدد الحالات 2,800 إصابة، تماشياً مع توسّع نطاق انتشار قرادة الأرجل السوداء، التي تمتد الآن إلى كل المقاطعات الجنوبية تقريباً.
وتشير الدراسات إلى أن القراد تتوسع شمالاً بمعدل 35 إلى 55 كيلومتراً سنوياً، مدفوعة بتغيرات المناخ والنظم البيئية.
وأكدت كيتنغ أن داء لايم ليس المرض الوحيد الذي تنقله القراد، موضحة: “داء البابزيا من الأمراض المهمة، إلى جانب داء إيرليخيا، داء الأنابلازما، وحمى الجبال الصخرية المبقعة. وهناك مسببات جديدة نكتشفها باستمرار.”
وقد تكون هذه العدوى أقل شهرة، لكنها قد تكون خطيرة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
و داء لايم، الذي تسببه بكتيريا Borrelia burgdorferi، يمكن أن يُعالج بالمضادات الحيوية، لكن الاكتشاف المبكر ضروري.
وتظهر أعراض داء لايم على مراحل، حيث تبدأ عادة بطفح جلدي على شكل هدف، يليه التعب والحمى وآلام العضلات. وإذا لم يُعالج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.
وأضافت كيتنغ: “بعد أسابيع، قد يصاب الجهاز العصبي — مثل شلل الوجه، وآلام المفاصل، والإرهاق المستمر. وفي الحالات المزمنة، يمكن أن يؤثر حتى على الدماغ ويسبب اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو في حالات نادرة الذُهان.”
الفحص ضروري بعد أي نشاط خارجي
ونبّهت كيتنغ إلى أهمية إجراء فحص كامل للجسم بعد قضاء وقت في الطبيعة، قائلة: “من الضروري جداً أن يقوم الأشخاص، بعد التواجد في الغابات أو الأعشاب الطويلة، بفحص كامل للجسم عند عودتهم إلى المنزل — بما في ذلك فروة الرأس — وأن يفحصوا أطفالهم أيضاً.”
وقال جاستن وود، الرئيس التنفيذي لشركة “جينيتكس” الكندية المتخصصة في فحص القراد، إن المشكلة لا تقتصر على الغابات، موضحاً: “ما أقوله دائماً هو أن أي مكان يمكن للطيور الوصول إليه، يمكن للقراد أيضاً أن تصل إليه.”
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني