هلا كندا – أعرب معلمون في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور الكندية عن قلقهم العميق من احتمال معاناة العديد من الطلاب من الجوع خلال أشهر الصيف، بسبب غياب برامج التغذية المدرسية التي تُعد المصدر الرئيسي للوجبات لدى الكثير من الأطفال.
وقال ترنت لانغدون، رئيس رابطة معلمي نيوفاوندلاند ولابرادور، إن أعضاء النقابة يلاحظون بشكل متزايد علامات الفقر الغذائي بين الطلاب.
وأضاف لانغدون في مقابلة الجمعة “حين يأتي الطفل إلى المدرسة وهو جائع، فإن ذلك يؤثر على حالته النفسية، ويقلل من طاقته، ويجعل حتى النهوض من السرير مهمة صعبة”.
وأكد أن العديد من المعلمين باتوا يجلبون شطائر إضافية معهم إلى المدرسة لتقديمها سرًا للتلاميذ المحتاجين.
وتُظهر بيانات جديدة من منظمة “بروف” البحثية في جامعة تورونتو أن ما يقارب 40% من الأطفال تحت سن 18 في نيوفاوندلاند ولابرادور، وكذلك في نيوبرونزويك، يعيشون في أسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي – وهو أعلى معدل بين المقاطعات الكندية لعام 2024.
ويُعرَّف “انعدام الأمن الغذائي” على أنه عدم كفاية أو عدم ضمان الوصول إلى الغذاء بسبب ضائقة مالية. وتشير المنظمة إلى أن هذا الوضع: “مشكلة صحية عامة خطيرة، ومؤشر على الحرمان المادي المنتشر، ومسؤولية تقع على عاتق السياسات العامة”.
وسجلت المقاطعة ثالث أعلى معدل لانعدام الأمن الغذائي بشكل عام بعد ألبرتا وساسكاتشوان، كما أظهرت البيانات أن 56.8% من الأسر ذات العائل الواحد في نيوفاوندلاند ولابرادور كانت تعاني من الجوع خلال العام الماضي.
أثارت هذه الأرقام دعوات عاجلة من منظمات المجتمع المدني للحكومة المحلية للتحرك.
وقالت منظمة “Food First Newfoundland and Labrador” في بيان إن هذه الإحصائيات “ليست مفاجئة، لكنها أيضًا ليست حتمية”، داعية إلى إعادة النظر في استراتيجيات الحد من الفقر.
وأكد جوش سمي، الرئيس التنفيذي للمنظمة: “الناس في المقاطعة تحت ضغط هائل لتأمين طعامهم، وهناك العديد من الوسائل لتخفيف هذا العبء”.
فقراء من الطبقة العاملة
من جهتها، قالت دانييل سيوارد، المديرة التنفيذية لجمعية العائل الوحيد في المقاطعة، إن البنك الغذائي التابع لجمعيتها يشهد توافدًا من أشخاص لم يطلبوا المساعدة من قبل – ومن بينهم محترفون في وظائف جيدة لكنهم يعانون من ارتفاع تكاليف الإيجار والكهرباء، ما يقلل من قدرتهم على شراء الطعام.
أضافت سيوارد “الناس سيفاجَؤون لو رأوا تنوع خلفيات زبائننا، من بينهم مهنيون ناجحون”، مشيرة إلى أن الدخل لم يواكب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأساسية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني