هلا كندا – بينما يستعد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني لاستضافة قمة مجموعة السبع (G7) في منطقة كاناناسكيس بولاية ألبرتا، يرى محللون أن أهم أهداف كندا سيكون الحفاظ على تماسك المجموعة، حتى وإن تطلّب الأمر الاستغناء عن البيان الختامي المشترك.
وقال السيناتور بيتر بويم، الدبلوماسي السابق والمشارك الرئيسي في تمثيل كندا في G7 لسنوات، إن نجاح القمة هذا العام قد يُقاس بمجرد استمرار وحدة المجموعة.
وأضاف: “السؤال الحقيقي هو: هل ما زال هناك انسجام بين دول المجموعة، وهل يمكنها أن تقدم نفسها كجبهة موحدة في مواجهة التحديات العالمية الكبرى؟”
وتأتي القمة في ظرف دولي مضطرب، بعد تبادل القصف بين إيران وإسرائيل، وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قللت من شأن المؤسسات متعددة الأطراف، فضلاً عن فرضه تعريفات جمركية أثارت القلق حول مستقبل الاقتصاد العالمي.
وفيما يطالب ترامب بعودة روسيا إلى G7 – رغم أن موسكو أبدت عدم اهتمامها – تشير التوقعات إلى أن التوافق داخل المجموعة سيكون صعبًا هذا العام، ما قد يدفع كندا إلى إصدار بيان منفرد من رئيس القمة بدلاً من بيان مشترك.
وشهدت الاستعدادات تأخرًا ملحوظًا بسبب الانتخابات الأخيرة واستقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، ما أدى إلى تقليص كبير في التخطيط والاتصالات مع الدول الأعضاء.
ووفقًا لمصادر حكومية كندية، فإن القمة ستركز على عدد محدود من الأولويات، وعلى النتائج القابلة للتنفيذ، مع ترجيح عدم صدور بيان ختامي موحّد.
ومن المنتظر أن تبدأ القمة يوم الإثنين بنقاش حول الاقتصاد العالمي يقوده ترامب، ثم يليها غداء عمل حول أمن الطاقة، الذكاء الاصطناعي، والمعادن الحيوية، في حين تخصص جلسة بعد الظهر لموضوعات الأمن ومكافحة التدخلات الخارجية والحرائق الكارثية في كندا.
ويُتوقع أن يتصدر اليوم الأخير (الثلاثاء) النقاش حول السياسات الخارجية، بمشاركة عدد من قادة الدول غير الأعضاء، منهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط ترقّب لدورٍ أكبر للصراع الإيراني-الإسرائيلي.
وقالت السفيرة الكندية السابقة كيري باك إن التوصل إلى إجماع بشأن قضايا كبرى كالحرب في أوكرانيا، التغير المناخي، والتجارة الحرة قد يكون مستحيلًا، ما يدفع إلى التركيز على “الدبلوماسية الهادئة” واللقاءات الثنائية.
وأضافت: “علينا تقليص الأضرار على المؤسسة، ولو بإصدار بيان موجز من القمة فقط”، محذّرة من أن “رسالة انقسام علنية قد تضر بمجموعة السبع أكثر مما تنفع”.
ومن المتوقع أن تكشف كندا عن مبادرة تنموية أو إنسانية كبرى، كما جرت العادة في القمم السابقة، رغم الضغوط المالية الحالية. وتدور التكهنات حول مشروع رمزي لا يتطلب إنفاقًا كبيرًا، ربما متعلق بـ مكافحة القمع العابر للحدود.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني