هلا كندا – الرياض- بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، وهي أولى جولاته الخارجية منذ توليه المنصب. تتصدر أجندة الزيارة ملفات التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية، وتشمل منتدى استثمارياً وقمة خليجية، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية مع مسؤولين بارزين.
وتأتي هذه الزيارة، التي وصفها ترامب بأنها “تاريخية”، في إطار حراك دبلوماسي متسارع بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وتمتد من 13 إلى 16 مايو/أيار، وسط اهتمام واسع بنتائجها السياسية والاقتصادية.
تشمل أجندة الزيارة اتفاقات متوقعة في مجالات الطاقة والدفاع والتقنية، من بينها مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، ما يمهد لشراكة استراتيجية في القطاع النووي المدني. كما يُنتظر توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية بين شركات سعودية وأميركية في إطار دعم المشاريع الكبرى ضمن رؤية السعودية 2030، إلى جانب اتفاقات دفاعية تعزز القدرات العسكرية للمملكة.
سياسياً، من المتوقع أن تُطرح قضايا إقليمية بارزة مثل الحرب في غزة والمحادثات الأميركية الإيرانية، التي أطلعت طهرانُ السعوديةَ على مستجداتها مؤخراً. ولم يعلن ترامب حتى الآن موقفه من مطالب إيران المتعلقة بنسبة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وسط ضغوط لرفض أي تسوية معها. كما يتوقع أن يُناقش الملف السوري، وسط تقارير عن احتمال تخفيف العقوبات مقابل تعاون لتحسين الوضع الإنساني.
وتُعد هذه الزيارة منطلقاً لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية في ظل متغيرات واسعة تشهدها المنطقة، حيث تولي المملكة أهمية قصوى لهذا الحدث كمحطة استراتيجية لتعزيز موقعها الإقليمي.
اقتصادياً، يُنظر إلى منتدى الاستثمار السعودي الأميركي كأحد أبرز محاور الزيارة، حيث يُنتظر أن يثمر عن اتفاقات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنية والطاقة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 32 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بإعلان اتفاقات جديدة تعزز هذا التعاون.
أما القمة الخليجية المرتقبة، فستناقش قضايا كبرى من بينها القضية الفلسطينية، حيث يتمسك الجانب الخليجي بحل الدولتين على أساس حدود 1967. كما يجري التحضير لعقد اجتماع دولي بدعم إقليمي ودولي لتعزيز هذا المسار.
في جانب آخر، من المنتظر أن يجتمع ترامب بولي العهد السعودي، والرئيسين السوري واللبناني، لبحث تنسيق المواقف تجاه الملفات الساخنة في سوريا ولبنان، ضمن مساعٍ لبناء محور توافقي جديد، في ظل تراجع نفوذ قوى إقليمية.
يرافق الرئيس الأميركي في زيارته عدد من كبار الوزراء وقادة الأعمال الأميركيين البارزين، في تأكيد على الطابع الاقتصادي والاستراتيجي للزيارة. وتُعيد هذه الجولة التذكير بالزيارة السابقة قبل ثماني سنوات، التي كانت أيضاً إلى السعودية، ما يعكس استمرار التركيز على الشراكة مع دول الخليج كعنصر رئيسي في السياسة الأميركية بالمنطقة
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.