هلا كندا – دخل الحظر الجديد الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سفر مواطني عدد من الدول إلى الولايات المتحدة حيّز التنفيذ يوم الإثنين وسط هدوء نسبي، إذ أفاد بعض المسافرين الحاملين لتأشيرات سارية بتعرضهم لتدقيق إضافي في المطارات الأمريكية قبل السماح لهم بالدخول.
ويستهدف الحظر، الذي يركّز بشكل أساسي على دول إفريقية وشرق أوسطية، مواطني تلك البلدان في ظل تصاعد التوتر بشأن حملة ترامب المتصاعدة لتنفيذ سياسات الهجرة.
ومع ذلك، لم تظهر مؤشرات فورية على الفوضى التي شهدتها المطارات الأمريكية عند فرض أول حظر سفر في عام 2017.
وقالت فينسينتا أغيلار إنها شعرت بالقلق يوم الإثنين بعد أن خضعت هي وزوجها، وكلاهما مواطنان من غواتيمالا، لثلاث مقابلات مختلفة مع مسؤولين أمريكيين فور وصولهم إلى مطار ميامي الدولي، رغم امتلاكهم تأشيرات سياحية حصلوا عليها الأسبوع الماضي.
وأضافت: “سألونا عن مكان عملنا، وعدد أولادنا، وهل واجهنا مشاكل قانونية، وكيف سنتمكن من تغطية تكاليف السفر، ومدة إقامتنا هنا”. وكانت هذه الزيارة الأولى لهما لابنهما منذ أن غادر غواتيمالا قبل 22 عامًا.
وأوضحت أنه تم السماح لهما بالدخول بعد حوالي ساعة من هبوط الطائرة، حيث استقبلتهما عائلتهما في فلوريدا.
وتجدر الإشارة إلى أن غواتيمالا ليست ضمن الدول المشمولة بالحظر الجديد أو الخاضعة لقيود سفر إضافية.
الحظر الجديد لا يُلغي التأشيرات الممنوحة سابقًا
ينطبق القرار الجديد، الذي وقّعه ترامب الأسبوع الماضي، على مواطني كلٍّ من: أفغانستان، ميانمار، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن. كما يفرض قيودًا مشددة على مواطني بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا ممن هم خارج الولايات المتحدة ولا يملكون تأشيرة سارية.
ووفقًا لتوجيهات أُرسلت يوم الجمعة إلى جميع البعثات الدبلوماسية الأمريكية، فإن الحظر الجديد لا يُلغي التأشيرات الممنوحة سابقًا لمواطني هذه الدول.
ومع ذلك، فإن الطلبات الجديدة ستُرفض اعتبارًا من الإثنين، ما لم يستوفِ المتقدم شروطًا ضيقة للإعفاء. أما من يمتلك تأشيرة سارية، فلا يزال بإمكانه دخول الولايات المتحدة بعد بدء تنفيذ الحظر.
وقال ناريانا لامي، مواطن هايتي يعمل لدى حكومة بلاده، إنه طُلب منه الانتظار في مطار ميامي بعد تقديم جواز سفره وتأشيرته السياحية، إلى أن أكّد أحد المسؤولين الأمريكيين عبر الهاتف أنه مسموح له بدخول البلاد لزيارة أسرته.
أما لويس هيرنانديز، مواطن كوبي يحمل البطاقة الخضراء ويعيش في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات، فقال إنه لم يواجه أي مشاكل عند عودته إلى ميامي يوم الإثنين بعد عطلة نهاية الأسبوع قضاها في كوبا.
وأضاف: “لم يسألني أحد عن شيء. فقط عرضت بطاقة الإقامة”.
الحظر الجديد يتجنب فوضى 2017
خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، تسبّب أمر تنفيذي صيغ على عجل بمنع دخول مواطني دول ذات غالبية مسلمة في حالة من الفوضى داخل المطارات الأمريكية، مما أدى إلى طعون قانونية ناجحة وتعديلات كبيرة على السياسات.
ويرى كثير من الخبراء في مجال الهجرة أن الحظر الجديد كُتب بعناية أكبر، ويبدو أنه صُمم لتفادي الطعون القانونية التي أعاقت الحظر الأول، من خلال التركيز على إجراءات منح التأشيرات.
وقد برر ترامب قراره الجديد بأن بعض الدول تفتقر إلى معايير فحص مناسبة لجوازات السفر والوثائق الرسمية، أو أنها ترفض استقبال مواطنيها الذين يُرحلون من الولايات المتحدة. واستند بشكل كبير إلى تقرير سنوي من وزارة الأمن الداخلي بشأن من تجاوزوا مدة الإقامة المسموح بها في تأشيراتهم.
كما ربط ترامب الحظر الجديد بهجوم إرهابي وقع في مدينة بولدر بولاية كولورادو، معتبرًا أنه يُبرز مخاطر الزوار الذين يتجاوزون مدة إقامتهم. ويُشار إلى أن الشخص المتهم في الهجوم دخل بتأشيرة سياحية ثم بقي في البلاد، وهو من مصر — التي لا تشملها قائمة الحظر الجديد.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني