هلا كندا – بدأ طاقم العمل في أوتاوا، صباح الجمعة أعمال ترميم وصيانة لطلاء الحماية على التماثيل البرونزية المحيطة بالنُصب التذكاري الوطني للحرب، تحضيرًا لأول زيارة ملكية للملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا إلى كندا منذ تتويجهما قبل أكثر من عامين.
والزيارة، التي تنطلق رسميًا يوم الإثنين، تكتسب طابعًا رمزيًا كبيرًا، إذ يُتوقع أن يقوم الملك بافتتاح البرلمان الكندي وإلقاء خطاب العرش، في خطوة نادرة حصلت مرتين فقط من قبل عندما قامت الملكة إليزابيث الثانية بهذا الدور في عامي 1957 و1977.
وقال روبرت فينش، رئيس رابطة الملكيين في كندا، إن هذا الحدث “لم يكن متوقعًا قبل أشهر فقط، لكنه يعكس تفاعل النظام الدستوري الكندي مع الظروف السياسية العالمية”، في إشارة إلى ما وصفه بتعقيدات المشهد الدولي، خصوصًا مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء مارك كارني قد دعا الملك رسميًا لإلقاء خطاب العرش، والذي تكتبه الحكومة ويُحدد أولويات الدورة التشريعية الجديدة.
وفي بيان صدر سابقًا، قال كارني: “كندا لديها مدافع راسخ عن سيادتها ممثلاً في ملكها”.
وأوضحت المؤرخة والمعلقة الملكية كارولين هاريس أن زيارة الملك لا تُعد زيارة أجنبية، بل زيارة رسمية لرأس الدولة الكندية.
وأضافت أن هذه الخطوة تأتي في وقت يُهدد فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ”جعل كندا الولاية 51″، ما يعكس أهمية الرمزية الدستورية لهذا الحدث.
كما أشارت هاريس إلى أن السياسة العالمية أثّرت بشكل غير مباشر على جدول الزيارة، خاصة أن ملك بريطانيا يُعتبر أيضًا رأس الدولة في عدة بلدان تختلف في مواقفها تجاه الولايات المتحدة.
وستبدأ الفعاليات الرسمية الإثنين بزيارة إلى سوق محلي ومناسبة مجتمعية في منتزه لاندسداون، يليها حفل غرس شجرة وزيارة رسمية إلى ريدو هول.
أما يوم الثلاثاء، فسينطلق خطاب العرش من مجلس الشيوخ، بعد موكب ملكي على طول شارع ويلينغتون وسط حشود يُتوقع أن تكون كبيرة.
وسيُقل الملك والملكة في عربة فاخرة تجرها الخيول وتحرسها عناصر من فرقة الخيالة الملكية الكندية بزيهم الأحمر التقليدي.
وفور وصوله إلى مبنى مجلس الشيوخ، سيُمنح الملك تحية عسكرية كاملة وإطلاق 21 طلقة مدفعية، كما سيُراجع حرس الشرف وعزف النشيد الوطني.
ويحمل اليوم طابعًا شاملاً للهوية الكندية، حيث ستُشارك وفود من الشعوب الأصلية، بما في ذلك مجموعة طبول من الأمم الأولى، وعازف كمان من شعب الميتيس، وكبير شيوخ الإنويت الذي سيُشعل شعلة تقليدية.
وسيتلى الخطاب باللغتين الرسميتين، الإنجليزية والفرنسية، ويتوقع المراقبون أن يحظى باهتمام يفوق خطب العرش في السنوات الأخيرة.
وأعرب فينش عن أن هذه اللحظة قد تُعيد الاهتمام بدور الملكية في كندا، بعد أن أظهر استطلاع للرأي في عام 2023 أن 63٪ من الكنديين يرغبون في إعادة النظر بعلاقتهم بالملكية.
ولكنه أشار إلى أن هذا الرفض مرده غالبًا إلى “اللامبالاة”، وليس رغبة حقيقية في إقامة جمهورية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني