اخبار هلا كندا – أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال متمسكًا برغبته في ضم كندا لتصبح الولاية الـ51 للولايات المتحدة، في خطوة تمثل تكرارًا لتهديدات سابقة أطلقها بهذا الشأن.
وجاء هذا التصريح رغم ما بدا من نبرة أكثر هدوءًا تجاه كندا عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى الشهر الماضي بين ترامب ورئيس الوزراء الكندي المؤقت، مارك كارني، زعيم الحزب الليبرالي في الانتخابات الفيدرالية الحالية. وكان كارني قد صرّح عقب المحادثة بأن ترامب “أظهر احترامًا لسيادة كندا” في تصريحاته العامة والخاصة آنذاك.
ومن المتوقع أن تُستأنف المحادثات بين البلدين بعد انتهاء الانتخابات الفيدرالية، التي يطغى عليها قلق متزايد بشأن التدخلات الاقتصادية والسيادية المرتبطة بسياسات الإدارة الأمريكية.
وفي مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، حدوث أي تغيير في موقف ترامب تجاه كندا، قائلة: “لا يمكن القول بأن الرئيس عدّل موقفه. ما زال يرى أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الدفاع عن كندا، ويعتقد أن الكنديين سيجنون فوائد كبيرة في حال أصبحت كندا ولاية أمريكية.”
اللافت أن ترامب، بعد مكالمته مع كارني في 28 مارس، بدأ يشير إليه بلقب “رئيس الوزراء”، في تحول ملحوظ عن أسلوبه السابق حين كان يصف رئيس الوزراء الأسبق جاستن ترودو بـ”الحاكم”، وهو مصطلح يُستخدم تقليديًا لحكام الولايات الأميركية.
ورغم أنه لم يُعد طرح فكرة ضم كندا علنًا منذ ذلك الحين، إلا أن تصريحاته السابقة، ومنها ما قاله في مارس الماضي أمام الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، بشأن “إزالة الخط المصطنع” بين البلدين، لا تزال تثير الجدل.
وكان كارني قد شدد قبل المكالمة مع ترامب على ضرورة وقف أي تهديدات أمريكية بشأن ضم كندا قبل الدخول في مفاوضات جدية حول مستقبل العلاقات الثنائية، خاصة في ملفات التجارة والأمن.
وتُركز الحملات الانتخابية للأحزاب الكندية الفيدرالية على تقوية الاقتصاد وتعزيز الدفاع الوطني، في ظل السياسات الحمائية المتزايدة من الجانب الأمريكي، والدعوة لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في مجالي التجارة والأمن.
وقال كارني، خلال تجمع انتخابي في كيبيك، إن “الأولويات الأميركية التي كانت متوافقة مع مصالحنا في السابق قد تغيرت، وهناك تهديدات متعددة تواجه سيادتنا الوطنية.”
وقد اضطر كارني في أكثر من مناسبة لتعليق حملته الانتخابية بهدف قيادة جهود الحكومة الفيدرالية في مواجهة تقلبات السياسات التجارية الأمريكية.
وفي تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، أشار كارني إلى أن ترامب يسعى لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي من خلال فرض تعريفات جمركية على كل من الخصوم والحلفاء، بما فيهم كندا. وأكد على أهمية بناء علاقة جديدة ومتوازنة مع الولايات المتحدة، تلبي مصالح كندا وتمنحها دورًا قياديًا في النظام الاقتصادي العالمي الجديد.
وختم قائلًا: “قد لا نملك السيطرة على تصرفات الرئيس ترامب، لكن بإمكاننا السيطرة الكاملة على اقتصادنا.”
من جانبهم، شدد زعماء الأحزاب الثلاثة الكبرى في كندا على أن البلاد “لن تصبح يومًا جزءًا من الولايات المتحدة.”
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.