هلا كندا – كشف علماء آثار في مدينة سوريـل-تراسي، شمال شرقي مونتريال، عن قطع حجرية تحمل آثارًا عمرها بين 6,150 و8,200 عام، ما يسلّط الضوء على فترة ما قبل التاريخ في المنطقة، والتي لا تزال غير مفهومة بشكل كافٍ حتى اليوم.
والقطع الأثرية تم اكتشافها أثناء أعمال حفر لبناء حلبة هوكي جديدة، تحت إشراف عالم الآثار إيف كريتيان، في موقع كان يضم سابقًا مركز توزيع لشركة شل ومزارع تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وقال كريتيان في مقابلة حديثة “فور رؤيتي للحجارة، أدركت أن هناك شيئًا استثنائيًا يحدث، ما وجدناه غير معتاد، بل نادر جدًا.”
والحجارة التي تم اكتشافها كانت مطمورة في طبقات رسوبية بحرية قديمة، تعود لفترة كان يغطيها بحر شامبلان، وهو بحر ملحي اندثر قبل أكثر من 8,000 عام. وعندما انحسر البحر، بدأ السكان الأوائل في التجول على الشاطئ، ويُعتقد أنهم اختبروا هذه الصخور لمعرفة ما إذا كانت تصلح لصناعة الأدوات.
ورغم أن منطقة سوريـل-تراسي عرفت اكتشافات سابقة تعود لما قبل التاريخ، إلا أن معظمها لا يعود لأكثر من 4,500 عام، بينما الاكتشاف الجديد يتخطى ذلك بكثير، ما يجعله أحد أندر المواقع في المنطقة.
وأشار كريتيان إلى أنه لم يتم العثور على أدوات مكتملة أو آثار لمخيمات سكنية، ربما بسبب رداءة نوعية الحجر، إلا أن الاكتشاف يُعتبر مهمًا لفهم حياة السكان الأوائل ومواردهم.
اكتشافات أخرى من القرنين 18 و19
إلى جانب الحجارة القديمة، تم العثور على قطع أثرية أخرى من فترات لاحقة، من بينها: شظايا فخارية، أنابيب طينية، وقطع زجاجات من مزارع تعود للقرن الثامن عشر.
وتتواصل الحفريات في الموقع، على أن تنطلق أعمال بناء حلبة التزلج بعد الانتهاء منها خلال الأسابيع المقبلة، بحسب بيان صادر عن بلدية سوريـل-تراسي، التي أوضحت أن منطقتها كانت مسرحًا لاكتشافات أثرية أخرى، بينها معسكر عسكري قديم وآثار من زيارة الملك المستقبلي ويليام هنري في عام 1787.
وقال كريتيان إنه لا يزال يأمل في العثور على “قطعة تشخيصية”، أي أثر أثري يمكن ربطه بشكل دقيق بزمن محدد من خلال التأريخ الكربوني، لكنه اعترف بأن الموقع الحالي لم يقدّم هذه الإمكانية حتى الآن.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني