هلا كندا – تشهد أسعار المواد الغذائية في أونتاريو ارتفاعًا مستمرًا منذ عدة أشهر، غير أن السكان ما زالوا يجدون طرقًا لتوفير المال عند التسوّق.
وحسب أحدث بيانات هيئة الإحصاء الكندية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية المُشتراة من المتاجر بنسبة 3.8٪ على أساس سنوي خلال شهر أبريل، مقارنة بزيادة قدرها 3.4٪ في مارس.
وتمثل هذه الزيادة الشهر الثالث على التوالي الذي تتجاوز فيه معدلات ارتفاع أسعار البقالة معدل التضخم الوطني، وهو ما يعيد إلى الأذهان الذكريات السيئة لعام 2023 عندما شهدت الأسواق زيادات مزدوجة في الأسعار.
ورغم أن الأسعار الرسمية لشهر أبريل لم تُحدّث بعد، فإن أسعار بعض اللحوم، لا سيما أضلاع البقر، شهدت ارتفاعًا حادًا منذ يناير، حيث قفز سعر الكيلوغرام من 25.50 دولارًا إلى 37.56 دولارًا في مارس.
كما ارتفع سعر شريحة الستربلوين من 27.73 دولارًا إلى 33.93 دولارًا خلال الفترة نفسها.
وتُظهر بيانات “إحصاءات كندا” أن لحم البقر الطازج أو المجمد كان من أبرز العوامل التي أسهمت في رفع أسعار البقالة، بزيادة بلغت 16.2٪ مقارنة بشهر أبريل من العام الماضي.
لماذا ترتفع الأسعار؟
يرجع الخبير الاقتصادي في الأغذية، مايك فون ماساو، هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب مع دخول موسم الشواء، في وقت تعاني فيه إمدادات اللحوم من تراجع بسبب موجات الجفاف التي ضربت غرب كندا والولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح فون ماساو أن تداعيات الطقس السيئ قبل أعوام لا تزال تلقي بظلالها، مشيرًا إلى أن نقص الأعلاف دفع المزارعين إلى تقليص أعداد الأبقار، وهو ما انعكس لاحقًا على حجم الإنتاج.
وأشار إلى أن أسعار اللحوم ستعود إلى الاستقرار بمجرد تعافي أعداد الأبقار وولادة مزيد من العجول.
البن والشاي يواصلان الارتفاع
وساهمت أسعار البن والشاي أيضًا في زيادة فواتير البقالة، حيث ارتفع سعرهما بنسبة 13.4٪ مقارنة بأبريل الماضي. على سبيل المثال، ارتفع متوسط سعر عبوة قهوة (340 غرامًا) في أونتاريو من 6.90 دولارات في يناير إلى 7.54 دولارات في مارس. أما الشاي، فقد ظل سعره مستقرًا نسبيًا، إذ تراجع قليلًا من 4.22 دولارات إلى 4.19 دولارات لعلبة تحتوي على 20 كيسًا.
ويُعزى ارتفاع أسعار البن إلى عدة عوامل، بحسب فون ماساو، منها تأثير التغيرات المناخية، وفرض كندا تعريفات جمركية انتقامية على البن ضمن نزاع تجاري مع الولايات المتحدة.
كما ساهم تراجع قيمة الدولار الكندي في تقليص القدرة الشرائية، نظرًا لأن كندا تعتمد على الاستيراد في هذا المجال.
كيف يمكن للمستهلكين توفير المال؟
مع حلول فصل الصيف واستعداد الكثير من الأُسر لموسم الشواء، ينصح البروفيسور ديفيد سوبيرمان، المختص في التسويق، بالبحث عن بدائل أقل تكلفة للحوم البقر أو اختيار قطع لحم أرخص.
وقال سوبيرمان: “يمكنك دائمًا استبدال شريحة اللحم الغالية مثل بورتيرهاوس بلحم مفروم أو حتى النقانق، لتوفير المال مع الحفاظ على طابع الشواء”.
كما ارتفعت أسعار الخضروات بنسبة 3.7٪ مقارنة بالعام الماضي، لكن فون ماساو يشير إلى أن شراء الخضروات الموسمية يُعد وسيلة فعالة لتقليل النفقات.
وأوضح: “الأمر يتطلب مرونة في اختيار المنتجات، فشراء ما يتوفر في موسمه يوفر المال بسبب وفرة الإنتاج”.
ويمكن لسكان أونتاريو الرجوع إلى دليل توفر المنتجات المحلية لمعرفة أنواع الخضروات الطازجة في كل موسم. فعلى سبيل المثال، يتوفر الهليون والفجل والسبانخ في مايو، بينما تتوفر الكرنب والبازلاء في يونيو.
وأشار فون ماساو إلى أن الخضروات المجمدة تُعد خيارًا اقتصاديًا دون التضحية بالقيمة الغذائية، بفضل تقنيات التجميد السريع.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني