هلا كندا -وكالات – تتسارع التطورات في الشرق الأوسط بعد تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، في عملية وُصفت بأنها الأخطر منذ عقود، وتهدد بانزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة يصعب احتواؤها.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربة كانت “ناجحة بشكل كامل”، موجهاً تحذيراً مباشراً لطهران بأن أي رد “سيُقابل بقوة أعنف بكثير مما شهده العالم الليلة”.
والتصريحات التصعيدية توحي بأن الضربة قد تكون مقدمة لسلسلة عمليات عسكرية أوسع، وليست مجرد رسالة ردع.
وبحسب اللواء المتقاعد والخبير الإستراتيجي ناجي ملاعب، نفذت الضربة بواسطة ثماني قاذفات أميركية من طراز B-2 انطلقت من قاعدة دييغو غارسيا، واستهدفت منشآت نووية محصنة في فوردو ونطنز وأصفهان، وهي منشآت صممتها إيران لتكون عصية على التدمير.
ورغم صعوبة الموقف، تشير المعطيات إلى أن إيران تدرس الرد، إذ يُنظر داخلياً إلى الانتقام على أنه “واجب وطني”، وفق ما أكده الإعلامي الإيراني محمد غروي.
غروي أشار أيضاً إلى أن طهران تستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد، تبدأ تدريجياً وتركّز على استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، مما يعكس نية التصعيد وليس التراجع.
ومن جانبه، أوضح هارلي ليبمان، خبير السياسة الخارجية الأميركية، أن قرار واشنطن ليس منعزلاً عن الصراع الجيوسياسي مع الصين.
وقال إن “90% من النفط الإيراني يذهب إلى الصين، واستهداف منشآت الطاقة الإيرانية يهدف إلى تقليص قدرة طهران على تمويل حلفائها، وإضعاف الصين اقتصادياً”.
وحذر ليبمان من أن رد إيران غير قابل للتنبؤ، ولكن واشنطن تملك الخطط الكاملة لمواجهة كل السيناريوهات، بما فيها شلّ الاقتصاد الإيراني في حال استهدفت القوات الأميركية أو حلفاؤها.
ويرى مراقبون أن المنطقة دخلت مرحلة “لا خطوط حمراء”، بعدما استُهدفت منشآت نووية كانت تعتبر سابقاً خارج حدود الاشتباك.
ومع تلويح إيران بـ”الرد بالنار”، واستعداد أميركي لأي تصعيد، تتعاظم المخاوف من امتداد الصراع ليشمل إسرائيل ودول الخليج، وحتى المصالح الأميركية في العراق وسوريا ولبنان.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني