هلا كندا – يعتزم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية.
وقال كارني إن اللقاء سيغطي “مجموعة واسعة من القضايا التجارية والعلاقات الثنائية وتطور النظام العالمي.”
تحسن تدريجي في العلاقات بين كندا والصين
يأتي اللقاء بعد زيارة وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند إلى بكين ولقائها نظيرها الصيني وانغ يي.
وأوضح كارني أن بلاده تعمل على “إعادة ضبط التوقعات” بشأن مستقبل العلاقة بين كندا والصين.
وسيشكل هذا اللقاء أول اجتماع رسمي بين زعيمي البلدين منذ عام 2017.
تراجعت العلاقات الدبلوماسية بين كندا والصين منذ اعتقال مينغ وانتشو المديرة المالية لشركة هواوي في ديسمبر 2018 بطلب من الولايات المتحدة.
وبعد أيام، اعتُقل الكنديان مايكل كوفريغ ومايكل سبافور في الصين فيما اعتبرته أوتاوا احتجازًا تعسفيًا.
أدى ذلك إلى توتر طويل في العلاقات بين البلدين استمر لعدة سنوات.
جهود كندية لإعادة بناء الثقة
تم الإفراج عن مينغ في سبتمبر 2021 بعد تسوية قضائية في الولايات المتحدة، وعادت إلى الصين.
وفي الوقت نفسه، أفرجت بكين عن الكنديين كوفريغ وسبافور وعادا إلى كندا في اليوم نفسه.
ومنذ توليه رئاسة الحكومة، يعمل كارني على إعادة بناء الثقة وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين.
في سبتمبر الماضي، التقى كارني برئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال: “العلاقات تُبنى بمرور الوقت، خصوصًا عندما تتعرض لتراجع، ولدينا مجالات عديدة يمكن التعاون فيها.”
وأشار إلى أن كندا تسعى إلى استعادة الحوار مع بكين بعد سنوات من الجمود السياسي.
النزاع التجاري بين كندا والصين
واجهت العلاقات التجارية بين كندا والصين توترًا متزايدًا خلال العام الماضي.
ففي أكتوبر الماضي، فرضت كندا رسومًا بنسبة 100٪ على السيارات الكهربائية والبطاريات الصينية.
كما فرضت رسومًا على الألواح الشمسية والمعادن الحيوية ومنتجات أخرى.
وردت الصين بفرض رسوم مؤلمة على صادرات كندا من الكانولا والمأكولات البحرية ولحم الخنزير.
وأدت هذه الخطوات إلى تباطؤ التبادل التجاري بين البلدين وإضرار بقطاعات رئيسية في الاقتصاد الكندي.
وطالب عدد من رؤساء الحكومات الإقليمية في كندا بإيجاد حل عاجل للنزاع التجاري.
مطالب داخلية لإنهاء النزاع
زار سكوت مو، رئيس وزراء مقاطعة ساسكاتشوان، الصين في سبتمبر برفقة كودي بلويس سكرتير البرلمان.
وقال مو بعد عودته إن المسؤولين الصينيين أبدوا استعدادًا لتحسين العلاقات مع كندا.
كما دعا مع رئيس وزراء مانيتوبا، واب كينيو، الحكومة الفيدرالية إلى إلغاء الرسوم على السيارات الكهربائية الصينية.
لم يؤكد كارني ما إذا كانت حكومته ستراجع تلك الرسوم، مشيرًا إلى أن “العلاقات لا تُبنى على المعاملات فقط.”
وأضاف أن الحوار مع الصين يشمل قضايا أوسع من التجارة، وسيكون التقدم تدريجيًا وبخطوات مدروسة.
وأكد أن هدف كندا هو بناء علاقة استراتيجية طويلة الأمد تقوم على الثقة والتعاون الاقتصادي المتوازن.
كندا تعزز حضورها في آسيا
تأتي زيارة كارني إلى آسيا ضمن جولة تهدف إلى تعزيز موقع كندا كشريك تجاري موثوق في المنطقة.
وتسعى الحكومة الكندية إلى تنويع أسواقها في ظل اضطراب النظام التجاري العالمي.
وسيتوجه كارني بعد كوريا الجنوبية إلى سنغافورة لبحث فرص جديدة مع شركاء آسيويين.
ويؤكد مراقبون أن استعادة العلاقات بين كندا والصين قد تفتح الباب أمام تعاون اقتصادي واسع.
لكنهم يشيرون إلى أن التحديات السياسية والتجارية لا تزال قائمة وتتطلب حذرًا في التعامل.
ومن المتوقع أن يحدد لقاء كارني وشي جين بينغ ملامح مرحلة جديدة في السياسة الخارجية الكندية تجاه الصين.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


