هلا كندا – كشف تقرير جديد صادر عن مركز الأبحاث والسياسات العامة MEI أن ارتفاع أسعار الرحلات الجوية الداخلية في كندا يعود بشكل أساسي إلى الضرائب والرسوم الباهظة التي تفرضها الحكومة الفدرالية على قطاع الطيران.
وأعرب العديد من الكنديين، عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من ارتفاع أسعار التذاكر الداخلية، مشيرين إلى أن السفر إلى وجهات في أوروبا أو الكاريبي قد يكون أحياناً أرخص من رحلة لا تتجاوز خمس ساعات داخل البلاد.
وقالت سامانثا داجرس، مديرة الاتصالات في المركز، إن «خفض تكاليف السفر الجوي يقع بالكامل ضمن صلاحيات أوتاوا، فهي التي دفعت الأسعار للارتفاع، ومع ذلك ترفض معالجة هذه الرسوم الباهظة وتفضل تحميل القطاع المسؤولية».
وأوضح التقرير أن الحكومة تفرض سلسلة من الرسوم على المطارات وشركات الطيران، ما ينعكس مباشرة على المسافرين.
ومن أبرز هذه الرسوم رسم أمن المسافرين الجوي (ATSC)، الذي يفرض على الرحلات الداخلية رسوماً تصل إلى 19.87 دولاراً كحد أقصى، مقارنة برسم لا يتجاوز 15.46 دولاراً كندياً في الولايات المتحدة.
أما في الرحلات الدولية فيبلغ الرسم 34.42 دولاراً.
كما أشار التقرير إلى أن الركاب يتحملون أيضاً رسوم تحسين المطارات (AIF)، التي تُفرض على كل تذكرة لتمويل تطوير المطارات، لكنها تُستخدم جزئياً لتغطية الإيجار الذي تدفعه سلطات المطارات للحكومة الفدرالية مقابل الأراضي التي تُقام عليها.
وفي عام 2024، دفعت سلطات المطارات الكندية رقماً قياسياً قدره 494.8 مليون دولار كإيجار للحكومة، بزيادة قدرها 75.6 مليون دولار عن العام السابق، وبنسبة ارتفاع بلغت 68% خلال عشر سنوات فقط.
وقدم التقرير أمثلة توضح حجم الرسوم والضرائب مقارنة بسعر التذكرة النهائية:
رحلة ذهاب وعودة بين مونتريال وتورنتو بسعر 190.04 دولاراً، تشمل رسوماً حكومية قدرها 68.04 دولاراً (35.8%).
رحلة بين فانكوفر ومونتريال بسعر 266.46 دولاراً، تشمل رسوماً قدرها 72.54 دولاراً (27%).
رحلة بين تورنتو وكالغاري بسعر 118.36 دولاراً، تشمل رسوماً قدرها 51.03 دولاراً (43%).
رحلة بين فانكوفر وتورنتو بسعر 183.06 دولاراً، تشمل رسوماً قدرها 51.52 دولاراً (28%).
وأكد التقرير أن «استخدام الحكومة للمطارات كمصدر إيرادات بدلاً من اعتبارها بنية تحتية أساسية يضر بالكنديين الذين يعتمدون على خدمة جوية موثوقة للتنقل داخل البلاد».
ويأتي هذا التقرير في وقت يشهد فيه قطاع الطيران الكندي اضطرابات واسعة بسبب إضراب مضيفي إير كندا، الذي تسبب بإلغاء نحو 300 رحلة يوم الجمعة الماضي.