هلا كندا – حذّرت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند، الثلاثاء، من أن “المجاعة تتكشف” في غزة، معتبرة أن القيود الإسرائيلية الجديدة على عمل منظمات الإغاثة الدولية ستؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.
وجاء تصريح أناند بعد بيان أصدرته وزارتها الاثنين أدان استهداف إسرائيل وقتل عدد من الصحفيين في القطاع.
وكتبت على وسائل التواصل: “المعاناة الإنسانية في غزة بلغت مستويات لا يمكن تصورها، وهناك حاجة ماسة لوقف المجاعة وعكس مسارها”، مقتبسة من بيان مشترك صدر عن نحو 24 وزير خارجية من أوروبا وآسيا وأستراليا، حذّر من أن القيود الإسرائيلية ستعمّق الأزمة الإنسانية.
وتنفي إسرائيل الاتهامات بانتشار المجاعة في القطاع، رغم فرضها قيوداً صارمة على دخول المساعدات وتوزيعها. وكانت منظمات أممية وشركاؤها في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة قد دعت الأسبوع الماضي إلى وقف السياسات الإسرائيلية الجديدة، المقرر تطبيقها في سبتمبر.
والتي تلزم المنظمات بمشاركة “معلومات شخصية حساسة” عن موظفيها الفلسطينيين أو مواجهة الإغلاق، وتحظر إرسال مساعدات منقذة للحياة، بينها الغذاء والدواء ومواد النظافة، لغير المسجّلين وفق النظام الجديد.
وطالب الوزراء في بيانهم إسرائيل بالسماح الفوري لجميع شحنات المساعدات الدولية، وفتح جميع المسارات الممكنة لإدخال الغذاء والماء والدواء إلى غزة. فيما تبادل الجانبان الإسرائيلي والأممي الاتهامات بشأن تعطل توزيع المساعدات، إذ تقول الأمم المتحدة إن عمليات التفتيش الإسرائيلية الطويلة ونقل الشحنات إلى مناطق خطرة عرقلت التوزيع.
وشهد القطاع هذا العام توقفاً كاملاً لواردات الغذاء لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن تُنشئ إسرائيل نظام توزيع جديداً بمشاركة متعاقدين أمريكيين، قُتل خلاله مئات الفلسطينيين برصاص الجيش أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
ويأتي البيان المشترك بعد يوم من إدانة كندا استهداف الجيش الإسرائيلي وقتل صحفيي قناة الجزيرة، ورفضها اتهامات إسرائيل لمراسل القناة البارز أنس الشريف بالانتماء لخلية تابعة لحماس
. وقالت وزارة الخارجية الكندية: “الصحفيون مدنيون، واستهدافهم أمر غير مقبول. ندعو إلى محاسبة كاملة وحماية الإعلام في كل مكان”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف الشريف في غارة جوية الأحد، بعد حملة تشويه اتُّهمت بها إسرائيل إثر بكائه على الهواء متأثراً بمشاهد الجوع في غزة.
ويصف مراقبون الحرب الحالية بأنها الأكثر دموية للصحفيين في العصر الحديث، فيما تمنع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة إلا ضمن فرق مرافقة لجيشها، في سابقة اعتبرتها “لجنة حماية الصحفيين” غير معهودة.
ووفق اللجنة، قُتل ما لا يقل عن 192 صحفياً منذ بدء الحرب، ووصفت مقتل الشريف وزملائه بأنه انتقام من توثيقهم للعدوان.
كما قالت المقررة الأممية الخاصة بحرية التعبير، إيرين خان، إن عمليات القتل تأتي ضمن “استراتيجية متعمدة لإسكات الحقيقة وعرقلة توثيق الجرائم الدولية”.