هلا كندا – وجهت المعارضة الهندية انتقادات لاذعة إلى رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بسبب الإدلاء بتصريحات اعتُبرت “معادية للمسلمين”.
ويأتي ذلك بعد أن قال مودي أمام حشد من أنصاره إن معارضيه، إذا تولوا السلطة، سيوزعون ثروات الشعب على “الدخلاء”.
وأضاف مودي أن حزب المؤتمر المعارض يريد توزيع الثروة على “أولئك الذين لديهم كثير من الأطفال”.
واعتُبرت تصريحات رئيس الوزراء الهندي على نطاق واسع إشارة إلى الأقلية المسلمة في الهند.
واعترض حزب المؤتمر، أحد أكبر أحزاب المعارضة في الهند، على ادعاءات مودي، التي جاءت بعد أيام من بدء الانتخابات العامة.
وكثيرا ما وُجهت انتقادات لحكومة حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي بأنها تستهدف الأقليات في الهند، لا سيما المسلمين.
وتقول منظمات حقوقية إنهم يتعرضون لتمييز واعتداءات، فضلا عن إجبارهم على العيش كمواطنين من “الدرجة الثانية” في ظل حكومة مودي، وهو ادعاء ينفيه حزب بهاراتيا جاناتا.
وكان مودي قد أدلى بتلك التصريحات، يوم الأحد، خلال تجمع انتخابي في ولاية راجاستان، أثناء حديثه عن بيان لحزب المؤتمر.
وقال مودي: “حكومتهم السابقة (أي حكومة حزب المؤتمر) قالت إن المسلمين لهم الحق الأول في ثروات الأمة”.
وأضاف رئيس الوزراء الهندي: “يعني ذلك أنهم (حزب المؤتمر) سيجمعون ثروات الناس ويوزعونها على مَن؟”
وقال إنهم سيوزعونها على “أولئك الذين لديهم الكثير من الأطفال، سيوزعونها على الدخلاء. هل يجب إعطاء أموالكم التي كسبتموها بشق الأنفس إلى الدخلاء؟”.
وكانت ردود الأفعال على تصريحات مودي قوية، حيث قال جاغديب تشوكار، من جمعية الإصلاحات الديمقراطية، وهي منظمة رقابية على الانتخابات، في رسالة قدمها إلى لجنة الانتخابات إن تصريحات مودي تنتهك مواد منصوص عليها في قانون قواعد السلوك وتمثيل الشعب، كما تنتهك قانون العقوبات الهندي، وطالب باتخاذ إجراءات فورية.
ووصف هلال أحمد، من مركز دراسات التنمية، التصريحات بأنها غير مسبوقة، وقال: “تحلى رئيس الوزراء مودي في الماضي بالحذر الشديد تجاه استخدام كلمات ذات صلة بالهندوسية، أو كلمات تتعلق بعقيدة هندوتفا [وهي حركة دينية قومية متشددة ترى أن الهند يجب أن تكون لأصحاب الديانة الهندوسية فقط]، أو بالمسلمين”.
وأضاف: “خلال فترة ولايته التي استمرت 10 سنوات، استخدم كلمة هندوتفا أو مسلم ثلاث أو أربع مرات، بيد أن الأمر لا يعني أنه لا يلمّح لناخبيه بشأن ما يحاول أن يقوله”.
كما وصف الحزب الشيوعي الهندي تصريحات مودي بأنها “سامة للغاية وطائفية ومليئة بالكراهية، والغرض منها هو تأجيج العداء على أساس ديني بين الهنود”.