هلا كندا – شهدت كندا تراجعًا كبيرًا في سرقات السيارات خلال النصف الأول من عام 2025، لكن خبراء التأمين يؤكدون أن هذا التحسّن لن ينعكس سريعًا على فاتورة التأمين التي يدفعها السائقون.
وأظهرت بيانات جديدة أن سرقات المركبات تراجعت بنسبة 19% على مستوى البلاد مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما سجّلت أونتاريو أكبر انخفاض بلغ 26%.
وعلى الرغم من هذا التحسن، قالت هانا بيدون، مديرة سياسات السيارات في مكتب التأمين الكندي، إن الانخفاض في معدلات السرقة لا يعني بالضرورة أن أقساط التأمين ستنخفض قريبًا.
وأضافت: “من المشجع أن نرى تحسنًا طفيفًا في الاتجاه الصحيح، لكن المشكلة ما تزال أعلى بكثير من المستويات التاريخية، كما أن سرقة السيارات ليست العامل الوحيد المؤثر في تكلفة التأمين”.
وبيّن تقرير صادر عن جمعية إيكويت أن 23 ألف سيارة وشاحنة شخصية سُرقت خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ34 ألفًا بحلول يوليو 2023، ما يعكس تقدّمًا ملحوظًا، لكنه جاء بعد عقدٍ من تزايد معدلات السرقة.
وأشار مكتب التأمين الكندي إلى أن مطالبات التأمين ارتفعت خلال العقد الماضي بأكثر من 115%، فيما قفزت تكاليف سرقة السيارات بنسبة 371%.
وقالت بيدون: “من الجيد أن نحقق تحسنًا في عام واحد، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل للخروج من أزمة سرقة السيارات”.
لماذا ترتفع أقساط التأمين رغم انخفاض السرقات؟
وأوضحت بيدون أن عوامل أخرى تواصل دفع تكاليف التأمين نحو الأعلى، من بينها ارتفاع تكاليف الإصلاح بنسبة 22% منذ بداية الجائحة، إضافة إلى الرسوم الجمركية على قطع الغيار التي زادت من تكلفة الاستبدال.
كما لفتت إلى أن ولاية ألبرتا شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الدعاوى القضائية المتعلقة بالحوادث.
وأضافت: “ما لم تُزال جميع عوامل التكلفة من نظام التأمين، ستظل هناك ضغوط تصاعدية على أقساط التأمين في مختلف أنحاء البلاد”.
ومن جهة أخرى، قال ريان توستيك من مدينة ميلتون بأونتاريو إن الإحصائيات الأخيرة تعكس بالنسبة له خسارة شخصية مؤلمة، إذ تعرّضت شاحنته شيفروليه سيلفرادو 2004 للسرقة يوم 18 يوليو من ورشة صيانة سيارات.
وأوضح توستيك أنه أنفق ست سنوات ومبالغ كبيرة لترميم الشاحنة، بما في ذلك طلاء جديد ومحرك حديث، مضيفًا: “كانت صدمة حقيقية وشعورًا بالانتهاك… أنفقت ما يزيد عن 50 إلى 60 ألف دولار، وكانت شبه مكتملة”.
وقال إن الشرطة لم تقدّم له سوى ردّ مخيب، إذ اعتبروا الأمر “حادثة يومية”، ونصحوه بالتواصل مع شركة التأمين.
ويأمل توستيك أن تعترف شركة التأمين بقيمة شاحنته، وقد قدّم إيصالات تثبت تكاليف الترميم، مؤكدًا: “لم أتعرض للسرقة من قبل في حياتي. شعور صادم ومؤلم. أريد استعادة السيارة، رغم أن الأمل ضعيف، لكني أحاول التمسك به”.
تحسن ملحوظ بفضل الجهود المشتركة
وعزا بريان غاست، نائب رئيس قسم التحقيقات في جمعية إيكويت، هذا التراجع في السرقات إلى زيادة الوعي العام، وتعاون فاعل بين مختلف مستويات الحكومة والأجهزة الأمنية، محذرًا في الوقت نفسه من التراخي.
وقال غاست: “رغم انخفاض الأرقام، إلا أنها لا تزال مرتفعة، ولا يمكننا التوقف عن الضغط”، موضحًا أن سرقة السيارات ما تزال مصدر تمويل رئيسي للجريمة المنظمة.
وأشار إلى تطوّر أساليب السرقة، حيث يتم تفكيك المركبات المسروقة وبيع قطعها، أو تغيير رقم تعريف المركبة لتسويقها مجددًا.
نصائح لتأمين سيارتك
وقدم غاست مجموعة من الإرشادات لحماية المركبات من السرقة، تشمل:
ركن السيارة في مرآب أو مكان مضاء جيدًا
إبقاء النوافذ مغلقة والأبواب مقفلة
عدم ترك مفاتيح السيارة داخلها
تركيب أجهزة تتبع بعد البيع
استخدام وسائل ردع مرئية مثل قفل المقود
وختم قائلًا: “لسنا بحاجة إلى تنفيذ كل الخطوات، لكننا نوصي باتباع أسلوب الحماية المتعدد”.