هلا كندا – عبّر رايان نيس، مدير أبحاث التكيّف في معهد المناخ الكندي، عن قلقه الشديد من أن كندا لا تبذل الجهد الكافي لمواجهة الكوارث المناخية مثل الفيضانات المفاجئة، مشيرًا إلى الفاجعة التي وقعت مؤخرًا في ولاية تكساس الأميركية، والتي خلّفت أكثر من 100 قتيل.
وقال نيس: “لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق لحماية أنفسنا، لكن علينا أن نبذل الجهد”، مؤكدًا أن الخطوة الأولى تكمن في معرفة أماكن الخطر، وهو أمر تعجز عنه العديد من المناطق الكندية بسبب غياب خرائط الفيضانات الأساسية.
وأضاف أن غياب نظم التحذير المبكر في مناطق الخطر يعوق قدرة السكان على الاستعداد أو الهروب في الوقت المناسب، داعيًا إلى استثمارات فورية في تحديث البنية التحتية، مثل تركيب صمامات مانعة لارتداد مياه الصرف الصحي، أو بناء جدران واقية على ضفاف الأنهار، أو حتى وقف البناء في مناطق الخطر.
وأشار نيس إلى أن الفيضانات المفاجئة التي ضربت تكساس الأسبوع الماضي ودمّرت المخيمات والمنازل على طول نهر غوادالوبي تسلّط الضوء على أهمية التنبؤ المسبق والوقاية من هذه الكوارث، محذرًا من أن تغير المناخ يزيد من حدتها وتكرارها.
وشدد على أن كندا تواجه نفس النوع من المخاطر، مستشهدًا بحوادث شهدتها مدن مثل كوكويتلام في بريتش كولومبيا، حيث تسببت أمطار غزيرة في انزلاق طيني أودى بحياة معلمة في أكتوبر الماضي، وتورنتو التي تكبّدت خسائر مؤمّنة بنحو 990 مليون دولار العام الماضي نتيجة غمر مياه الأمطار شبكات الصرف.
وأوضح نيس أن المناطق الجبلية في بريتش كولومبيا، خصوصًا تلك التي تعرّضت لحرائق الغابات، معرضة لانهيارات طينية مفاجئة نتيجة فقدان الغطاء النباتي، في حين أن مناطق أخرى مثل كانمور في ألبرتا مهددة بجريان المياه السريع بسبب التضاريس الصخرية وضعف امتصاص التربة.
أما المدن الكبرى مثل مونتريال وتورنتو، فقال إن الفيضانات فيها تعود غالبًا إلى غياب المساحات الخضراء وكثرة الأرصفة، ما يمنع امتصاص مياه الأمطار ويتسبب في ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والمجاري بسرعة كبيرة.
وأكد أن تورونتو تبنّت خطة بمليارات الدولارات لتحديث شبكات تصريف مياه الأمطار، لكنها تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل وضخامة الأشغال المطلوبة.
وحذّر نيس قائلاً: “تغير المناخ لن ينتظر، لذا علينا البدء في هذه الاستثمارات فورًا”، داعيًا إلى تسريع وتيرة التكيّف مع الواقع المناخي الجديد، والاستفادة من خبرات المهندسين والمسؤولين الحكوميين الذين يعرفون ما يجب فعله.
وختم بالقول: “ما لم نستثمر في هذه المشاريع، فلن نكون مستعدين، وسندفع الثمن.”
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني