هلا كندا – أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بعدما رفض استبعاد فكرة الترشح لولاية رئاسية ثالثة.
وأكد أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيلجأ إلى القضاء للطعن في التعديل الدستوري الذي يحدد عدد ولايات الرئاسة باثنتين.
ماذا يقول الدستور الأميركي؟
ينص التعديل الثاني والعشرون في الدستور الأميركي على أنه “لا يجوز لأي شخص أن يُنتخب لمنصب الرئيس أكثر من مرتين.”
وقد تم إقراره عام 1951 بعد أن كسر الرئيس فرانكلين روزفلت القاعدة غير المكتوبة التي وضعها جورج واشنطن.
روزلت، الذي قاد البلاد خلال الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية، شغل أربع ولايات قبل وفاته عام 1945.
وأوضح البروفيسور Wayne Unger من جامعة Quinnipiac أن النص الدستوري واضح ولا يترك مجالًا للطعن.
وقال: “من المستبعد جدًا أن تقبل المحكمة العليا مثل هذا الطعن من ترامب، فالقانون واضح: ولايتان فقط.”
هل يمكن لأنصار ترامب تعديل الدستور؟
من الناحية النظرية يمكن ذلك، لكن من الناحية الواقعية الأمر شبه مستحيل بسبب الانقسام السياسي الحاد في البلاد.
يتطلب أي تعديل دستوري موافقة ثلثي أعضاء الكونغرس بمجلسيه، أو عقد مؤتمر بمبادرة من ثلثي الولايات.
بعد ذلك، يجب أن تصادق 38 ولاية من أصل 50 على التعديل حتى يصبح نافذًا.
ويمتلك الحزب الجمهوري حاليًا أغلبية بسيطة في مجلسي النواب والشيوخ، لكنه لا يملك الأصوات الكافية لتعديل الدستور.
وفي يناير الماضي، اقترح النائب الجمهوري Andy Ogles تعديلًا يسمح بولاية ثالثة غير متتالية للرئيس.
ولو تم اعتماده، فسيتيح لترامب الترشح مجددًا في عام 2029 نظرًا لعدم تتابع ولايتيه في 2017 و2025.
هل يستطيع ترامب الترشح كنائب للرئيس؟
استبعد ترامب بنفسه فكرة الترشح لمنصب نائب الرئيس ثم العودة إلى السلطة بعد استقالة الرئيس المنتخب.
وقال للصحفيين على متن طائرة Air Force One: “ربما يمكنني فعل ذلك، لكن الشعب لن يحب هذه الفكرة.”
وأوضح الدستور الأميركي في التعديل الثاني عشر أن “من لا يحق له تولي الرئاسة لا يحق له أيضًا أن يكون نائبًا للرئيس.”
وبذلك، يُحظر على ترامب تولي هذا المنصب لأنه غير مؤهل دستوريًا للترشح للرئاسة مرة أخرى.
جدل مستمر ومستقبل غامض
يرى محللون أن هذه التصريحات تعكس رغبة ترامب في اختبار ردود فعل القاعدة الجمهورية.
كما تؤكد في الوقت ذاته مدى استعداده لكسر الأعراف السياسية الراسخة في واشنطن.
ويبقى السؤال: هل سيحاول فعلاً خوض معركة قانونية لتغيير الدستور؟ أم أنها مجرد خطوة رمزية لاستعراض النفوذ؟
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


