هلا كندا – اتسع إضراب المعلمين في ألبرتا ليشمل نقاشًا واسعًا حول أوضاع الفصول الدراسية وأولويات الحكومة ومدى الثقة بين المقاطعة ونقابة معلمي ألبرتا (ATA)، حيث يؤكد الطرفان رغبتهما في تحسين جودة التعليم، لكنهما يختلفان بشدة حول سبل تحقيق ذلك.
وقال وزير التعليم ديميتريوس نيكولايدس إن الأبحاث لا تدعم فرض حدود إلزامية لأعداد الطلبة في الفصول باعتبارها وسيلة لتحسين الأداء الدراسي، مشيرًا إلى أن الفوائد التعليمية لا تظهر بوضوح إلا عند انخفاض عدد الطلاب إلى أقل من 17 طالبًا في الفصل، وهو أمر وصفه بـ”غير الواقعي” في ظل النمو السكاني المتسارع في المقاطعة.
وأضاف أن أولوياته تتركز على توظيف مزيد من المعلمين والمساعدين وبناء مدارس جديدة لضمان أفضل الظروف التعليمية للطلبة.
في المقابل، أكدت الأستاذة بجامعة ماونت رويال سارة هاميلتون أن الوزير يتجاهل الفوائد الأوسع لتقليص أعداد الطلبة، موضحة أن الأبحاث أثبتت تأثيرًا إيجابيًا واضحًا للفصول الصغيرة، خصوصًا لطلبة المراحل المبكرة وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تسهم في تحسين التواصل الفردي وتقليل الاضطرابات داخل الفصول وزيادة التفاعل والتحصيل، إلى جانب تأثيرها الإيجابي على راحة المعلمين واستمرارهم في المهنة.
ولفتت هاميلتون إلى أن ألبرتا تعد من المقاطعات القليلة التي لا تفرض حدًا أقصى لأعداد الطلبة في الفصول، مؤكدة أن “ألبرتا وساسكاتشوان هما المقاطعتان الوحيدتان اللتان لا تطبقان مثل هذه المعايير”.
من جهته، دعا رئيس نقابة المعلمين جيسون شيلينغ الحكومة إلى الالتزام بنسبة رسمية بين المعلمين والطلبة بدل الاعتماد على المتوسطات، مشيرًا إلى أن عرض الحكومة توظيف 3 آلاف معلم إضافي لم يكن كافيًا لتحسين الظروف، وهو ما دفع أغلبية المعلمين إلى رفضه بنسبة 90 في المئة خلال التصويت الأخير.
واتهم الوزير نيكولايدس قيادة النقابة بعدم تمثيل مطالب أعضائها بفاعلية، معتبرًا أن “المعلمين الميدانيين هم الأدرى بما تحتاجه فصولهم”، فيما رد شيلينغ مؤكدًا أن “القيادة النقابية تضم معلمين يدرّسون فعليًا في فصول مكتظة وتفتقر للموارد، وبالتالي فهي على تواصل مباشر مع الأعضاء”.
وأشار نيكولايدس إلى أن الحكومة استجابت بالفعل لمعظم مطالب النقابة، داعيًا إلى إنهاء الإضراب والعودة لطاولة المفاوضات، بينما اعتبر شيلينغ تصريحات الحكومة عن المرونة “غير صادقة”، مؤكدًا أن النقابة ما زالت منفتحة على التفاوض لكن الحل لن يتحقق ما لم يتم التعامل مباشرة مع مشكلة اكتظاظ الفصول الدراسية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني
