هلا كندا – دخل رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو مؤتمر حزبه نهاية الأسبوع الماضي بروح قتالية على وقع موسيقى فيلم روكي 3، ملوّحًا بقبضتيه ومقتبسًا كلمات سيلفستر ستالون: “المهم ليس قوة الضربات، بل القدرة على تلقيها والمضي قدمًا.”
لكن خلف هذه الرمزية، يجد ليغو نفسه في أضعف موقع سياسي منذ توليه السلطة، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) قد يخسر جميع مقاعده البالغ عددها 83 لو جرت الانتخابات الآن، وسط تراجع شعبيته إلى أدنى مستوى بين رؤساء حكومات المقاطعات.
تحديات وتراجعات
حكومته اهتزت بسبب فضائح، أبرزها تضخم تكاليف مجلس تأمين السيارات.
فشل في تحقيق وعود رئيسية أطلقها عام 2018 مثل تقليص البيروقراطية، التي اتسعت بدل أن تنكمش.
انسحاب وزيرة سابقة من كتلته بعد تعديل وزاري، وصعود أصوات داخل الحزب تدعو لرحيله.
ليغو عاد للبرلمان بوعد بـ”علاج بالصدمة”، متعهدًا بخفض كبير في أعداد الموظفين العموميين وتقديم “رؤية اقتصادية جديدة”، مع التركيز على:
تشديد الأمن والنظام العام بتعيين وزير للأمن من خلفية شرطية.
تسريع الموافقات على المشاريع الكبرى عبر قانون جديد على غرار التشريع الفدرالي C-5.
التراجع عن بعض الالتزامات البيئية، بينها التخلي عن حظر بيع السيارات العاملة بالبنزين بحلول 2035.
تعزيز العلمانية عبر مشروع قانون يحظر الصلاة في الأماكن العامة، وطرح دستور خاص بكيبيك.
مواقف وتحليلات
النائبة السابقة إميلي فوسـتر اعتبرت أن الجلسة الخريفية تمثل “الفرصة الأخيرة” لليغو، لكنها شككت في إمكانية ترميم صورته.
المحلل السياسي ديميتري سوداس رأى أن الحزب يعود إلى “أساسياته” بعد أن ضل الطريق.
المعارضة الليبرالية بقيادة ميشيل سيتلاكوي وصفت وعود ليغو بأنها “قليلة ومتأخرة جدًا”.
ورغم الانتقادات والانسحابات، يؤكد ليغو أنه يحظى بدعم “الغالبية الساحقة” من كتلته، وأنه سيقود الحزب إلى انتخابات أكتوبر 2026. لكن محللين يحذرون من أن الوقت يضيق أمامه، وأن الأشهر المقبلة قد تحدد مصير الرجل الذي كسر احتكار الليبراليين والحزب الكيبيكي للمشهد السياسي طوال نصف قرن.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني