هلا كندا -كشف تقرير جديد أن مدينة تورونتو بعيدة بشكل كبير عن تحقيق أهداف الإسكان لعام 2025، وسط مؤشرات قاتمة تطال غالبية بلديات منطقة الحدوة الذهبية الكبرى.
وأفاد التقرير، الذي أعده باحثون من مبادرة Missing Middle بجامعة أوتاوا بتكليف من مجلس البناء السكني في أونتاريو (RESCON)، أن 22 من أصل 34 بلدية حصلت على تقدير “راسب” بعد دراسة مقارنات بين بدايات مشاريع الإسكان خلال النصف الأول من 2025 والأعوام الأربعة السابقة.
وأكد رئيس مجلس البناء السكني ريتشارد لايل أن النتائج “مقلقة” ويجب أن “تدق ناقوس الخطر لصانعي السياسات على المستويات الثلاثة للحكم”، مشيراً إلى أن وتيرة البناء تراجعت بنسبة 40% في البلديات المشمولة بالدراسة، بينما هوت مشاريع الشقق السكنية بنسبة 54%.
وشهدت تورونتو التراجع الأشد، حيث انخفضت بدايات مشاريع البناء بنسبة 58%، فيما تراجعت الشقق السكنية الجديدة بنسبة 80% مقارنة بمتوسط يقارب 8 آلاف وحدة في الأعوام السابقة، لتسجل 1,606 وحدات فقط في النصف الأول من 2025.
وأوضح التقرير أن تورونتو متأخرة بنحو 67% عن الهدف الذي حددته لها الحكومة الإقليمية، ما يعادل عجزاً يقارب 10 آلاف وحدة سكنية. وربط المجلس هذا التراجع بفقدان نحو 10,209 وظائف في قطاع البناء بالمدينة، ضمن خسارة إجمالية تقدَّر بـ24,195 وظيفة في المنطقة بأكملها.
وقال لايل إن “مشاريع الإسكان توقفت، والصناعة اصطدمت بجدار، والآفاق قاتمة”، داعياً الحكومات إلى “اتخاذ إجراءات ملموسة لتخفيف العبء الضريبي وتحديث الإجراءات لإعادة إنعاش القطاع”.
وحصلت تورونتو و21 بلدية أخرى على تقدير “F”، بينما نالت خمس بلديات تقدير “D”. ولم تحصل سوى سبع بلديات على “C” أو أعلى، بينها برانتفورد التي تصدرت بنتيجة “A+” ومدينة ميلتون التي سجلت “A”.
وأشار التقرير إلى أن مشاريع الإيجار أظهرت مرونة نسبية بزيادة 8%، غير أن الضعف طال مختلف أنواع البناء مع تراجع إجمالي نسبته 42%. كما أوضح الباحثون أن بدايات المشاريع تعد “مؤشراً متأخراً”، إذ لا تُسجَّل إلا بعد اكتمال الأساسات، محذرين من أن التباطؤ في مبيعات المنازل الجديدة سيؤدي إلى مزيد من التراجع.
وأكد الباحثون أن المبيعات المسبقة للشقق انخفضت بنسبة 89% وللمنازل الأرضية بنسبة 70%، ما ينذر بأن أزمة السكن في أونتاريو “ستزداد سوءاً قبل أن تتحسن”.
ويأتي هذا التقرير بعد تحذير سابق من هيئة الرهن العقاري والإسكان الكندية (CMHC) أوائل الشهر الجاري، صنّف تورونتو “بؤرة الضعف” في قطاع البناء السكني، متوقعة أن تسجل المدينة أدنى مستوى لبدايات المشاريع منذ 30 عاماً.
وقال مايك موفات، مؤسس مبادرة Missing Middle، إن “الحكومتين الفيدرالية والإقليمية تعهدتا بمضاعفة بدايات مشاريع الإسكان، لكن الواقع أن الأرقام تتراجع، ما يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع مستويات الحكم لمعالجة أزمة السكن”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني