هلا كندا – يواجه عدد كبير من الكنديين، من بينهم كريس إليس، صعوبات متزايدة في الوصول إلى مستحقاتهم الضريبية، وسط شكاوى متكررة من التأخّر الكبير في الردود وصعوبة التواصل مع وكالة الضرائب الكندية (CRA).
وأوضح إليس، إنه يحاول منذ أربعة أشهر الحصول على استرداده الضريبي، دون جدوى.
وأشار إلى أنه تعرّض لقفل حسابه في وكالة الضرائب بعد انتقال حسابه المصرفي من بنك HSBC إلى RBC، ما أدى إلى تغيير بيانات الإيداع المباشر واعتبار ذلك نشاطاً مشبوهاً.
لكن المفاجأة، بحسب قوله، أنه لم يُبلغ بذلك إلا بعد أكثر من شهر على تقديمه الإقرار الضريبي.
وأضاف إليس: “دخلت في حلقة مفرغة مع نظام الرد الآلي، إذ لم يكن هناك أي خيار للتحدث إلى موظف، رغم محاولاتي اليومية المتكررة طيلة ثلاثة أسابيع تقريباً”.
وبعد محاولات متعددة، اضطر إليس إلى تقديم وثائق إثبات الهوية عبر بوابة إلكترونية أكثر من مرة، لكنه لم يتلقّ استرداده حتى اليوم.
وأعرب عن تقديره لكفاءة موظفي CRA الذين تمكّن من الوصول إليهم لاحقاً، لكنه أشار إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في ضعف خدمات الاتصال والبوابة الرقمية.
من جهته، قال إيريك إنرايت إنه حاول الاتصال بـ CRA بين 10 و15 مرة، لكنه لم يتمكن من تجاوز نظام الرد الآلي. وأضاف: “لا مانع لدي من الانتظار لساعات، لكن من غير المعقول أن يُحرم الناس حتى من خيار الانتظار”.
أما بول ميدهورست، فأوضح أن تأخر معالجة إقراره الضريبي منذ منتصف أبريل تسبب له في “توتر شديد وأرق وخوف من الإفلاس”، مشيراً إلى أنه غير قادر على تحصيل إعانات العجز الشهرية بسببه.
وكتبت سارة كيينيتز أنها انتظرت عدة أشهر لتحصيل مخصصات إعانة الطفل الكندية رغم حصولها على الموافقة، وقالت إن كل محاولاتها للاتصال بالوكالة قوبلت برد آلي دون خيارات للبقاء على الخط، كما أن “روبوت المحادثة” كان يحيلها مجدداً إلى الاتصال الهاتفي.
وأعرب آخرون عن تذمّرهم من أن التأخيرات نفسها تعرقل تصفية التركات التي أوكلوا إليها بصفتهم منفذين للوصايا.
تحذيرات من تأثيرات خفض الميزانية على مراكز الاتصال
وفي سياق موازٍ، كشفت تقارير أن الحكومة الفيدرالية طلبت من جميع الوزارات إيجاد وفورات داخلية قبل نهاية أغسطس، وذلك استعداداً لموازنة الخريف، في ظل تعهد رئيس الوزراء مارك كارني بمليارات الدولارات من الإنفاق الجديد مقابل التوازن في الميزانية التشغيلية.
وأشارت صحيفة “ذا غلوب أند ميل” إلى أن CRA من بين الإدارات التي بدأت تقييمات أولية لتحديد مجالات التخفيض، فيما حذّر اتحاد موظفي الوكالة من أن التخفيضات “قد تطال مراكز الاتصال بشكل غير متناسب”.
وتعود شكاوى الانتظار الطويل في CRA إلى سنوات، إذ خلص تقرير للمراجع العام عام 2017 إلى أن الوكالة كانت تحجب أكثر من نصف المكالمات لعدم قدرتها على التعامل مع حجم الطلبات.
كما أشار تقرير لمفوّض دافعي الضرائب عام 2023 إلى أن CRA فشلت في التواصل بشكل مناسب عند إغلاق آلاف الحسابات قبل عامين، خاصة خلال فترة توزيع إعانات جائحة كوفيد-19.
وكالة الضرائب ترد…خدماتنا الذاتية تحل ربع المشاكل
وقال المتحدث باسم CRA شارلز دروين إن الوكالة تشجّع على استخدام خدماتها الذاتية عبر بوابة “My Account” والروبوت الذكي، موضحاً أن ما يقارب 25% من المشاكل يمكن حلّها دون الحاجة إلى موظف.
وأضاف: “نأسف للإزعاج، ونعمل على تحسين خدماتنا الهاتفية والرقمية باستمرار. نهدف من خلال توسيع خدماتنا الذاتية إلى تمكين الكنديين من الحصول على المساعدة بسرعة وأمان”.
وأشار دروين إلى أن الطلب على الدعم الهاتفي قد يتجاوز القدرة الاستيعابية أحياناً، ما يؤدي إلى إعادة توجيه المتصلين إلى الرد الآلي، مؤكداً أن CRA تُجري مراجعات مستمرة لتبسيط الإجراءات، ومنها مراجعة متطلبات التفويض لمن يمثلون عملاء أمام الوكالة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني