هلا كندا – أعلنت وزارة الدفاع الوطني الكندية عن مشاركة قرابة 600 عنصر من مختلف فروع القوات المسلحة الكندية في مناورات “تاليسمان سابر” متعددة الجنسيات، التي تنطلق في 13 يوليو الجاري وتستمر حتى 4 أغسطس، وذلك في أكبر انتشار عسكري لكندا على الإطلاق ضمن هذه التدريبات.
ويُشارك في هذه المناورات، التي تقودها أستراليا والولايات المتحدة، أكثر من 12 دولة شريكة، وتُنفذ على البر والبحر والجو، بهدف رفع الجاهزية القتالية وتعزيز التعاون بين الحلفاء في منطقة الهندو-باسيفيك.
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة الكندية الكابتن وايت شوتر أن هذا الانتشار غير المسبوق يُجسد التزام الحكومة الكندية باستراتيجيتها في منطقة الهندو-باسيفيك، ويعكس في الوقت نفسه قوة العلاقات الدفاعية مع أستراليا.
وقال شوتر: “سيشارك أفراد من جميع فروع الجيش الكندي، بما في ذلك عناصر من قيادة الدفاع السيبراني (CAF Cyber Command)، لكننا لن نُفصح عن أعدادهم لأسباب تتعلق بالأمن العملياتي”.
وأوضحت الوزارة أن كندا سترسل فرقاطة بحرية من طراز “هاليفاكس” مزودة بمروحية عسكرية من طراز “سايكلون”، إلى جانب طائرتين من طراز “هيركوليس” للنقل العسكري، وطائرة “غلوبيماستر” للشحن الثقيل، وطائرة “تشالنجر” مخصصة للإخلاء الطبي السريع.
وغادرت الفرقاطة “HMCS Ville de Quebec” ميناء هاليفاكس في أبريل الماضي، وعلى متنها نحو 240 جنديًا من القوات البحرية والجوية، حيث انضمت أولاً إلى مجموعة حاملة طائرات بريطانية قبالة سواحل أوروبا، ثم واصلت الإبحار إلى منطقة المحيط الهادئ.
ويأتي هذا التمرين في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في بحر الصين الجنوبي، إذ سبق لوزيري دفاع كندا وأستراليا أن التقيا في فانكوفر خلال أغسطس الماضي، وأصدرا بيانًا مشتركًا أدانا فيه التوسع الصيني في المنطقة، ووصفاه بأنه “يتعارض مع القانون الدولي”، وأكدا في ذات الوقت على تعميق التعاون الدفاعي بين البلدين.
وشهدت هذه الشراكة الدفاعية مؤخرًا تطورًا لافتًا، بعدما أعادت كندا تسليح فرقاطة حربية في أحد موانئ شمال أستراليا، في أول عملية من نوعها لإعادة تسليح سفينة من طراز “هاليفاكس” خارج الأراضي الكندية، بالتزامن مع إعادة تسليح مدمّرة أمريكية في نفس الميناء.
وأشارت وزارة الدفاع الأسترالية إلى أن هذه العمليات تمثل سابقة في تاريخ التعاون الدفاعي، حيث جرى لأول مرة إعادة تسليح سفن حربية أجنبية على الساحل الشمالي لأستراليا.
وأكد الكابتن شوتر أن المناورات ستُوفر فرصة ثمينة للقوات الكندية من أجل التعاون الفعّال مع الحلفاء، واستعراض قدراتها المهنية والعملياتية، مضيفًا أن هذا التدريب يُعزز قابلية التشغيل المشترك، ويرفع من مستوى الجاهزية، ويساهم في ترسيخ الاستقرار والازدهار في منطقة الهندو-باسيفيك.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني