هلا كندا -رغم التقدم الذي يحرزه العالم في مجال التوعية بالصحة النفسية، لا تزال هناك حقائق مأساوية تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الكثير من الرجال في كندا، خاصة من هم دون سن الخمسين.
وفقًا لبرنامج HeadsUpGuys من جامعة بريتش كولومبيا (UBC)، فإن الانتحار هو ثاني سبب رئيسي للوفاة بين الرجال الكنديين تحت سن الخمسين.
كما أن 75٪ من حالات الانتحار المبلغ عنها في كندا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة هم من الرجال، ومع ذلك لا تزال التدخلات النفسية الموجهة خصيصًا للرجال قليلة البحث والتطوير.
ويقود البرنامج حملة بعنوان Step Up For Him خلال أول أسبوعين من يونيو. تشجع الحملة المشاركين على القيام بخطوة رمزية — كالمشي أو الركض أو ركوب الدراجة — لإظهار الدعم للرجال في حياتهم الذين قد يعانون في صمت.
الوعي ينقذ الأرواح
تحدث جو راكرت، مسؤول التواصل المجتمعي والشراكات في HeadsUpGuys، عن أهمية الوعي في إنقاذ الأرواح، مؤكدًا أن التغيير يحدث، لكن التحولات الثقافية في مفاهيم الرجولة تتطلب وقتًا.
وأوضح راكرت أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين. فمن ناحية، يمكن أن تثير النقاش حول الصحة النفسية بعد وفاة شخصيات عامة مثل روبن ويليامز وأنتوني بوردين.
ومن ناحية أخرى، فإنها قد تعزز مفاهيم ذكورية سامة، مثل تلك التي يروج لها الإخوة تيت، مما يؤثر سلبًا على الفهم الذاتي والعلاقات الاجتماعية لدى الرجال.
ويرى راكرت أن الرؤية الكبرى لـ HeadsUpGuys هي أن الانتحار لا يكون ضمن الأسباب الخمسة الأولى للوفيات بين الرجال، ويؤكد أن التوعية، والمجتمع الداعم، والانفتاح في الحوار، كلها أدوات ضرورية لتحقيق ذلك.
ويشارك راكرت قصته الشخصية بقوله: “فقدت صديقًا انتحر في الثلاثين من عمري، ولم ألاحظ أي من العلامات رغم أنه أظهرها جميعًا. بعد سنوات من العمل في هذا المجال، أصبحت أعرفها، ولن أدع ذلك يحدث مرة أخرى لأي شخص من معارفي.”
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني